إن الكتابة تعد جزءًا لا
مفر منه من حياة الباحث، من اللحظة التي يبدؤون فيها دراساتهم لدرجة الماجستير،
حتى وقت تعيينهم في منصب عضو هيئة التدريس. يُطلب من الباحثين في جميع مراحل
حياتهم المهنية كتابة ونشر مؤلفات توثق الأبحاث التي أجروها. بالطبع، هذا التوقع
منهم مبرر- وإلا كيف سيتعلم الناس عن الدراسة ونتائجها؟ لقد كانت الكتابة والنشر
في مجلة خاضعة لاستعراض الأقران، أكثر الطرق فعالية لنشر نتائج الأبحاث على مدى
قرون مضت. إن الكتابة هي ما تجعل البحث قابلًا للاستخدام وذو قيمة وفائدة للمجتمع.
ومع ذلك، يعاني معظم
الباحثين من الكتابة الأكاديمية. وفقًا لاستطلاعات الرأي الاستقصائية لأكثر من
40.000 أكاديمي في الولايات المتحدة، فقد تبيّن أن: 1-2
* 26% من الأكاديميين لم
يقضوا وقتًا في الكتابة أسبوعيًا.
* 27% لم يكتبوا مطلقًا في
أي مجلة علمية محكمة.
* 43% لم ينشروا مقالًا في
مجلة خلال العامين الماضيين.
صراع الباحثين مع الكتابة الأكاديمية
تعتبر صراعات الباحثين مع
إجراء الكتابة الأكاديمية هي قضية أو مشكلة مُعترف بها جيدًا في الأوساط الأكاديمية
خلال عدة عقود، حيث تشير الأبحاث إلى أن ضيق الوقت والضغط أو القلق والتوتر هي
الأسباب الرئيسية لهذه المشكلة 3-4-5.
لقد ازدادت شعبية مجموعات
الكتابة في الأوساط الأكاديمية في السنوات الأخيرة؛ حيث تقوم الجامعات في كثير من
الأحيان بإنشاء مجموعات كتابية خاصة بها. على سبيل المثال، المجموعات الكتابية
الخاصة بجامعة ولاية كولورادو Coloradoostate University، جامعة شمال كارولينا University of North Carolina، وجامعة تكساس University of Texas، التي تشجع الطلاب والأساتذة على الانضمام
إليها. يهتم الأكاديميون بشكل متزايد بكتابة الندوات وورش العمل. استخدمت العديد
من الجامعات مجموعات كتابة أعضاء هيئة التدريس المتخصصة؛ لتعزيز إنتاجية أعضاء
هيئة التدريس في كتابة المنح وكتابة المخطوطات للنشر 6-7.
لماذا تشكيل مجموعات الكتابة؛ كيف تساعد في الكتابة الأكاديمية؟
1.
جدولة وقت الكتابة الأكاديمية والحفاظ عليه
تتطلب وظيفة الباحث الكثير
من المهام المتعددة؛ بين إجراء التجارب، وجمع البيانات وتحليلها، والتزامات
التدريس، وحضور المؤتمرات، فليس من المستغرب أنهم يكافحون لإيجاد وقت مخصص
للكتابة. علاوةً على ذلك، تكثر الانحرافات في بيئة اليوم، ومن الصعب مقاومة الدافع
للتحقق من النصوص ورسائل البريد الإلكتروني والرد عليها. عندما تكتب مع مجموعة،
فإن الأمور مختلفة لأنك أعددت فترة محددة للكتابة. بالإضافة إلى ذلك، أثناء
الكتابة جنبًا إلى جنب مع مؤلفين آخرين، من المرجح أن تقاوم الإلهاءات والانغماس في
المشتات. خلال ساعة الكتابة، من المحتمل أن يكون هاتفك مغلقًا، ويفترض ألا يقاطعك
أحد ويتحدث إليك، ونأمل أن تقاوم الرغبة للتحقق من بريدك الإلكتروني.
2.
زيادة مستوى الإنتاجية لدى الأكاديميون
لقد أظهرت الأبحاث أن الأكاديميون الذين يشاركون
بنشاط في مجموعات كتابة أعضاء هيئة التدريس، هم أكثر إنتاجية من أولئك الذين لا
يفعلون ذلك - فالمشاركون في مجموعة كتابة أعضاء هيئة التدريس لديهم معدل أعلى من
المنشورات وطلبات المنح 8-9-10. كما تعتبر مجموعات الكتابة مفيدة أيضًا للباحثين في
بداية حياتهم المهنية؛ وساعد التجمع في مجموعات في وقت محدد ومساءلة الأعضاء عن
تقدمهم الأكاديميين الشباب في التغلب على صعوبة البداية وإحراز تقدم في الكتابة
الأكاديمية 11.
3.
تقديم الدعم الاجتماعي
نظرًا لإغلاق المعامل وتوقف
البحث أثناء وباء كورونا، فقد فضل العديد من الباحثين استغلال الوقت بالتركيز على
الكتابة والنشر. ومع ذلك، مع تزايد ضبابية الخطوط الفاصلة بين الحياة الشخصية
والمهنية، فقد وجد الكثيرون منهم صعوبة في التركيز. على مهام الكتابة الخاصة بهم
عند العمل من المنزل. علاوةً على ذلك، سيشعر العمال بالوحدة أثناء الوباء، لذلك
انضم العديد من الأكاديميين إلى مجموعات الكتابة للتواصل مع الباحثين الآخرين.
وفقًا لدراسة نوعية، حتى قبل الوباء، فقد وجدت الأكاديميات اللاتي اضطررن إلى
تحقيق التوازن بين العمل والالتزامات الأبوية والمسؤوليات الأسرية، أن مجموعات
الكتابة هي شكل رائع من التنشئة والتواصل الاجتماعي 12.
أثناء الوباء، شارك
الأكاديميون من الرجال والنساء في رعاية الأطفال والمسؤوليات الأسرية، وبرزت
المشاركة في مجموعات الكتابة الافتراضية أو حضور معتكف كتابي افتراضي كطرق ممتازة
للانخراط اجتماعيًا مع الباحثين الآخرين، مع تجنب الشعور بالوحدة في العمل من المنزل. حتى لو تحسن الأمور بعد الوباء، لا يزال يُنظر إلى مجموعات الكتابة
الافتراضية على أنها أداة مفيدة للباحثين للتفاعل مع الآخرين خارج جامعاتهم
ومجالاتهم.
4.
تعلم مهارات الكتابة والإنتاجية الأكاديمية
يتيح لك العمل مع مجموعة من
الأقران الداعمين طرح الأسئلة والحصول على المساعدة وتبادل النصائح والمعرفة
والتعلم من الآخرين. تعزز مجموعات الكتابة الإحساس بالانتماء للمجتمع 13، ويتم
تبادل المعلومات بشكل متكرر ومنظم في هذه المجموعات. نتيجةً لذلك، من المرجح أن
يكتشف الباحثون استراتيجيات جديدة فيما يتعلق بالكتابة الأكاديمية والإنتاجية من
الآخرين، ويمكنهم تجربة هذه الاستراتيجيات لتحديد الأفضل بالنسبة لهم. تأخذ مجموعات
الكتابة تقنيات فريدة ومبتكرة لتبادل المعلومات وإنشاء بيئة تعاونية. بعض
المجموعات على سبيل المثال، لديها بنك موارد مشترك، في حين أن البعض الآخر لديه
ورقة مساءلة مشتركة. قد يكون لدى البعض إجراءات تغذية راجعة من الأقران، بينما قد
يضيف البعض الآخر ندوات وورش عمل أو دورات للكتابة الأكاديمية في نهجهم.
5.
تقليل التخوف من الكتابة الأكاديمية
كثيرًا ما يعاني الباحثون
من مشاعر سلبية عندما يتعلق الأمر بالكتابة الأكاديمية. على الرغم من أن الكتابة
الأكاديمية هي مهارة أساسية بالغة الأهمية للحصول على مهنة بحثية ناجحة، إلا أنه
نادرًا ما يتم تدريسها في المؤسسات البحثية والجامعات. وبالتالي، يعاني معظم
الباحثين في بداية حياتهم المهنية، وفي بعض الحالات، الأكاديميين المعروفين من
الكتابة الأكاديمية، ويعانون من مشاعر غير سارة مثل القلق والشك بالنفس عند
الكتابة. يمكن أن يؤدي رفض الأوراق البحثية إلى جانب تعليقات بعض المراجعين غير المرحب بها إلى زيادة مشاعر
الإحباط والتشاؤم، والتخوف من الكتابة الأكاديمية. يتفاقم الوضع بالنسبة للباحثين
الذين لا يتحدثون اللغة الإنجليزية. إن معرفة أنك لست وحدك والكتابة مع الآخرين الذين
لديهم شكوك وقلق مماثل؛ قد يساعد في تقليل المشاعر السلبية المرتبطة بالكتابة
الأكاديمية. وفقًا للبحث، فإن المشاركة المستمرة في مجموعات الكتابة تجعل الباحثين
يشعرون بمزيد من الأمان والكفاءة ككتاب 14.
يمكن أن يكون مسار الباحث منعزلًا؛ حتى لو قابلت باحثين آخرين في المختبر وشاركتهم في محتوياته، فإن كل واحد منكم يعمل في فقاعتك الخاصة. نادرًا ما يكون هناك وقت لإجراء حوار مثمر مع زملائك، وغالبًا ما يكون مشرفك البحثي مشغولًا جدًا، بحيث لا يقدم لك الوقت والحوار النقدي الذي تتوقعه، وتعاني أهدافك في الكتابة الأكاديمية من عدم وجود خطة عمل محددة. إن وجود صديق للكتابة أو الانضمام إلى مجموعات الكتابة أو حضور معتكف للكتابة كلها استراتيجيات ممتازة لتلائم الكتابة الأكاديمية في جدولك الزمني والعمل المستمر على كتاباتك، بالإضافة إلى تطوير مهاراتك الناعمة. إذا لم تكن قد انضممت بالفعل إلى مجموعة كتابة، فمن المؤكد أن الأمر يستحق المحاولة والتجربة. هل سبق لك أن شاركت في مجموعة كتابية؟ مثل ماذا كانت أفكارك وخبرتك؟