عندما تتقدم في مستواك
لتصبح باحثًا مستقلًا، فمن الأهمية بمكان بدء تعاون جديد مع الباحثين الآخرين. لم يعد مطلوبًا منك
التعاون فقط مع زملائك في مؤسستك التعليمية أو البحثية أو مع مشرفك البحثي السابق.
بدلًا من ذلك، يُتوقع منك أن تمد أجنحتك وتشكل شراكات جديدة.
ما لم تكن تنوي إغلاق الباب
خلفك والعمل منفردًا لبقية أيامك، فستحتاج إلى التواصل مع الزملاء في جميع أنحاء
العالم، الذين لديهم المهارات المطلوبة في بعض المشاريع. من الضروري أيضًا إنشاء
الشبكات والتعاون الدولي لمنشوراتك: غالبًا ما يُنظر إليه بشكل إيجابي إذا كان
لديك خيار النشر مع زملاء من مؤسسات مختلفة.
لذا، كيف تبدأ وتبني علاقات التعاون الدولية؟ هل تشتري تذكرة طائرة لزيارة زميل قرأت عمله، ثم تقتحم مكتبه
لتقديم عرض شراكة لا يستطيع زميلك رفضه؟ ليست هناك حاجة لمثل هذه الطرق الصارمة،
حيث هناك بالفعل طرق أخرى متنوعة لبدء التعاون عبر المؤسسات والبلدان. يمكنك
العثور على بعض الاقتراحات أدناه لمساعدتك على البدء:
1. التواصل مع الزملاء
إن المتعاونون المحتملون هم
مراجعون أقران قابلتهم عدة مرات في مؤتمرات أكاديمية على مر السنين وأجريت معهم محادثات
ممتعة. إذا سنحت لك الفرصة للتحدث مع أحد زملائك في المؤتمر، فاقترح أن تعملوا في
مشروع معًا، ولا تكن غامضًا حول هذا الأمر. بدلًا من ذلك، قدم موضوعًا ذا اهتمام مشترك يدمج كلًا
من مهاراتكما. تأكد من قراءة بعض أعمال المتعاون المحتمل، حتى تعرف ما كان يعمل
عليه مؤخرًا. إذا كنت تريد أن تبدأ تدريجيًا في عملك، فنوصيك أولًا بكتابة ورقة مؤتمر حول موضوع معين، ثم معرفة أين تقودك هذه النتائج. إذا كانت الشراكة تسير على
ما يرام، فقد ترغب في التفكير في التقدم بطلب الحصول على تمويل لمشروع بحثي مشترك.
2. التواصل بعد قراءة الورقة
إذا كنت قد قرأت بحثًا
مثيرًا للاهتمام، فابدأ بالتواصل مع المؤلف لطرح أسئلة إضافية حوله. إذا قدم
المؤلف طريقة مثيرة للاهتمام، فيمكنك طلب مواد تكميلية واقتراح تطبيق هذه الطريقة
على نتائجك، والتعاون في المنشور البحثي هذا. ستندهش من عدد المرات التي يستجيب
فيها الزملاء الباحثون بحرارة وحماس. لا تشعر بخيبة أمل إذا عاد المؤلف إليك
قائلًا بشكل لا لبس فيه أنه لا يرغب في المساهمة بآراء ورؤى إضافية حول هذا
الموضوع - إذا كان الأمر كذلك، فلن يكون لديك شراكة مثمرة بأي حال من الأحوال.
3. العمل في الأنشطة البحثية
إن العمل في الأنشطة
البحثية لا سيّما في اللجان الفنية، هي طريقة جيدة لبدء التعاون الدولي. نظرًا لأن
اللجان الفنية تنشئ المستندات الفنية، فلديك خيار نشرها كمستندات للجنة أو من خلال
العمل في مجموعات مهام أصغر. إذا كنت في بداية مسيرتك المهنية، فلا تفوت فرصة
العمل على المستندات الفنية (طالما كان لديك الوقت ويمكنك الوفاء بوعودك). يتيح لك
العمل في اللجان الفنية أيضًا التفاعل مباشرة مع الزملاء من مختلف الجامعات
والمؤسسات البحثية.
4. طلب الحصول على التمويل مع الزملاء
إذا كان لديك زميل في مؤسسة
مختلفة تعاونت معها سابقًا في مشروع أصغر (على سبيل المثال، ورقة مؤتمر) أو عملت
معًا من خلال لجنة فنية، وكنت تعلم أن أساليب عملك مكملة ومتوافقة، فعليك التفكير
في محاولة طلب التمويل معًا. على سبيل المثال، يمكنك التقديم لمشروع الاتحاد
الأوروبي (حسب المكان الذي تعيش فيه)، والذي يشجع على التعاون الدولي من أجله، أو
يمكنك التقدم للحصول على منح خاصة تعزز التعاون الدولي (أخبر مؤسستك عن الخيارات
والإمكانات). قد يتطلب العمل في مشروع أكبر بتمويل بعض الرحلات ذهابًا وإيابًا،
مما سيعزز اتصالك بالعمل بشكل مكثف.
5. التعاون في الإشراف على الطلبة
إذا لم يكن الحصول على التمويل أمرًا ممكنًا، فيمكن أن توفر جامعتك برامج للإشراف المشترك على الطلبة (على سبيل المثال، لإنهاء مشروع تخرج البكالوريوس في مؤسسة أخرى)، يمكنك التعاون من خلال الإشراف المشترك على أحد الطلاب. يمكنك اقتراح موضوع اهتمام مشترك بينك وبين زميل خارجي، وتحديد الطالب المهتم بهذا الموضوع، ثم إرسال الطالب إلى زميلك للعمل لبضعة أشهر. يمكنك بعد ذلك تحديد ما إذا كنت تريد استبدال الرسالة أو المشروع بورقة مكتوبة بشكل تعاوني، أو تطوير ورقة لاحقًا من الرسالة أو المشروع اعتمادًا على متطلبات مؤسستك التعليمية.