هناك الملايين من
الباحثين في شتى أنحاء العالم، من الممكن أن يكون الكثير من المؤلفين متعددي
اللغات من بلدان لا تمثل الإنجليزية فيها اللغة الأولى. ومع ذلك، هناك اعتراف عام
بين الباحثين أن الإنجليزية تعتبر لغة مقبولة ومشتركة في النشر العلمي والأوساط
الأكاديمية. في الواقع، هذا يسبب الكثير من الصعوبات والتحديات، ليس فقط في كتابة
الأوراق البحثية ونشرها في أبرز المجلات العلمية الناطقة باللغة الإنجليزية، بل
أيضًا في قراءة الأبحاث المنشورة باللغة الإنجليزية. في هذه المقالة، سنلقي نظرة
على بعض التحديات الأكثر شيوعًا في قراءة البحث، فيما نقترح بعض الحلول لمساعدة
الباحثين متعددي اللغات في التغلب على هذه العقبات ومواجهتها.
يعد البحث في
الأدبيات العلمية وقراءة البحث بشكل عام من أكثر المهام الشاقة، التي تستغرق وقتًا
طويلًا بالرغم من أهميتها في إجراء البحث، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالمؤلفين
متعددي اللغات. يجب أن يكون الباحثون قادرين على قراءة الأدلة والبراهين المقدمة
في الأبحاث وتحليلها وفهمها بطريقة نقدية، بدلًا من مجرد مسح الأوراق البحثية
وقراءتها فسحب. لقد وجدت بعض الدراسات أن الباحثين يقضون نحو 9 ساعات في المتوسط
أسبوعيًا، من أجل البحث عن الأبحاث وقراءتها، مع قضاء نصف هذا الوقت في تحديد
الأدبيات العلمية المراد قراءتها. ولكن، فقد تبيّن أن نصف الأوراق البحثية التي
تمت قراءتها فقط هي ذات صلة بالباحثين، مما يشير إلى إهدار ما يقارب 2-3 ساعات كل
أسبوع.1 في ظل العدد المتزايد من المقالات البحثية المنشورة كل عام، يضيف هذا إلى
الصعوبات التي يواجهها الباحثون والأكاديميون في قراءة البحث.
الصعوبات والتحديات الشائعة في قراءة البحث
كثيرًا ما يواجه
الباحثون متعددو اللغات والباحثون باللغة الإنجليزية كلغة ثانية التحديات
والصعوبات في قراءة البحوث، التي تجعل عملية البحث في الأدبيات العلمية وقراءتها
أكثر صعوبة وتستغرق وقتًا طويلًا. فيما يلي بعض التحديات الأكثر شيوعًا في قراءة
البحث:
سرعات أبطأ في قراءة البحوث
تعد سرعة القراءة
باللغة الإنجليزية أحد أهم التحديات في قراءة الأبحاث، بالنسبة للباحثين الذين
يتحدثون الإنجليزية كلغة ثانية والباحثين متعددي اللغات. يمكن أن تكون اللغة
الإنجليزية لغة معقدة وصعبة التعلم، لاحتوائها على العديد من الكلمات التي تستخدم
في سياقات مختلفة ولها معانٍ متعددة. يصبح هذا الأمر أكثر صعوبة عند قراءة الأوراق
البحثية، ذات المصطلحات الفنية والكتابة الأكاديمية التي تستغرق وقتًا أطول في
عملية المعالجة والفهم كلغة ثانية ولدى المؤلفين متعددي اللغات، مما يؤدي إلى
إبطاء سرعة قراءتهم للأبحاث بهذه اللغة. من المرجح أن تؤثر هذه التحديات على دوافع
الباحثين لمواصلة القراءة أو ربما الحد من حجم الأدبيات المقروءة، مما يجعل من
الصعب عليهم مواكبة أحدث التطورات البحثية.
مشكلات الفهم في قراءة الأبحاث الإنجليزية
علاوة على ذلك،
هناك مشكلة أخرى يواجهها المؤلفون متعددو اللغات عند قراءة الأبحاث باللغة
الإنجليزية تتمثل في فهم المحتوى الخاص بالبحث. عندما يتعلق الأمر بالفهم الحقيقي
للعمل البحثي ووجهة نظر المؤلف، فإن العائق الأكثر أهمية هو محدودية المفردات أو
ضعفها. حتى إذا كان المؤلفون متعددو اللغات على دراية بالمصطلحات التقنية
المستخدمة في مجالهم وتخصصاتهم، فإن فهم الفروق الدقيقة في اللغة، مثل الاختلافات
في معنى الكلمات أو كيفية ربطها معًا، يمكن أن يكون له تأثير كبير على الفهم ودقة
الاستشهاد من الأبحاث. بالطبع، هذا يجعل فهم المعنى الكامل لمقالة بحثية يكاد يكون
امرًا صعبًا، ويحد من قدرة المؤلف على المشاركة في البحث العلمي.
يجب الاعتراف بالاختلافات الثقافية
في الحقيقة، قد
تجعل الاختلافات الثقافية المتأصلة من غير السهل على المؤلفين متعددي اللغات قراءة
الأوراق البحثية المكتوبة باللغة الإنجليزية. كثيرًا ما يستخدم هؤلاء المؤلفون
المراجع الثقافية أو التعبيرات الاصطلاحية أو المقارنات، بهدف شرح المفاهيم في
أوراقهم البحثية، التي قد لا يكون المتحدثين غير الناطقين باللغة الإنجليزية على
دراية بها أو مألوفة لديهم. من المحتمل أن يؤدي هذا إلى إحداث سوء فهم وينعكس على
كيفية تفسير المؤلفين متعددي اللغات للبحث والمشاركة فيه.
المزيد من الجهد والوقت لتحقيق نفس النتيجة
يقضي المؤلفون
متعددو اللغات وقتًا أطول غالبًا في البحث عن المقالات البحثية ذات الصلة، ثم
يقضون وقتًا إضافيًا في قراءة المقالات المختصرة في محتواها وفهمها. يعتبر هذا أحد
أصعب التحديات في قراءة البحوث للمؤلفين، الذين لديهم بالفعل وقت وموارد محدودة.
لذلك، من المهم على الباحثين عامةً، والذين تعد الإنجليزية لديهم كلغة ثانية
والمؤلفين متعددي اللغات، العمل بشكل مستمر على تطوير عادات القراءة البحثية
وأنماطها، من أجل تحسين مهارات القراءة والكتابة وصقلها.
منصات وأدوات تكنولوجية لمواجهة التحديات
من الممكن أن تقدم العديد من المنصات الرقمية والأدوات التكنولوجية عبر الإنترنت، بعض الحلول لمواجهة طوفان هذه المشكلات التي تعيق الباحثين غير الناطقين باللغة الإنجليزية. توفر هذه المنصات أدوات بحثية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتقدم حلًا للمؤلفين متعددي اللغات في قراءة البحوث باللغة الإنجليزية، حيث تقدم للباحثين أحدث المقالات البحثية ذات الصلة بتفضيلاتهم، واستنادًا إلى خوارزمياتها بتحليل المقالات البحثية، واستخراج المعلومات الأساسية في شكل ملخصات موجزة بتنسيق واضح وتوصيات القراءة، ووضع إشارة مرجعية على القراءات الأكثر صلة، يجعل من السهل على المؤلفين متعددي اللغات العثور بسرعة على المقالات البحثية التي يحتاجون إليها، مما يساهم في توقير الوقت والجهد في الاطلاع على الأبحاث وفهمها ومشاركتها.