تولد المجتمعات الأكاديمية والعلمية كميات هائلة من البيانات نتيجة لأبحاثهم، وتصور البيانات هو مهارة أساسية للباحثين وطلبة الدراسات العليا من العديد من التخصصات.
يمكن أن يؤدي العرض المرئي للبيانات النوعية من بحث المرء إلى تحويل النتيجة
النهائية، ولا يستغرق الأمر وقتًا طويلًا للقيام بذلك. يمكن للباحثين الذين
يحتاجون إلى توصيل البيانات الكمية القيام بذلك بصريًا باستخدام الرسوم البيانية
الشريطية والمخططات الدائرية والمدرج التكراري وحتى الرسوم البيانية.
ومع ذلك، فإن شرح نتائج البحث ونقلها إلى الجمهور بناءً على
مجموعات البيانات الكبيرة والمعقدة ليس دائمًا أمرًا سهلًا. هذا هو المكان الذي قد
يكون فيه التصور الفعال للبيانات مفيدًا جدًا للقراء. إن تصور البيانات هو تمثيل
المعلومات والبيانات بأسلوب أو تنسيق تصويري أو رسومي، يسلط الضوء على الاتجاهات
والقيم المتطرفة ويسهل تفسيرها. يساعد الاستخدام الفعال لأدوات تصور البيانات على
تركيز انتباه القراء على المعلومات الحيوية بطريقة مباشرة وجذابة.
يعتقد العديد من الباحثين بشكل خاطئ أن عرض البيانات النوعية
بصريًا مهمة صعبة، على الرغم من أنها ليست كذلك. هناك العديد من أدوات وتقنيات
تصور البيانات النوعية المتاحة اليوم، والتي يمكن استخدامها من قبل كل من
المبتدئين والمتخصصين على حدٍ سواء. يمكن أن يؤدي استخدام تصور البيانات لتوصيها
وعرضها إلى زيادة تأثير عمل الباحث، مما يجعله أكثر تشويقًا وجاذبية للقراء المحتملين.
إن تضمين العناصر المرئية مثل الرسوم البيانية والمخططات يمكن أن يساعد ليس فقط
الباحثين في نقل النتائج التجريبية، وتقديم تفاصيل عن الاكتشافات الجديدة المثيرة
للاهتمام، ولكن أيضًا يسمح للقراء بتقييم وفهم مجموعات البيانات والمفاهيم المعقدة
وتحليلها. وفقًا لدراسة نشرتها مجلة الإيكونوميست The Economist، فإنه عدد
الاستشهادات زاد بنسبة 120% عندما تم دمج الرسوم البيانية في الورقة البحثية 1.
دعنا نلقي نظرة على بعض الأساليب لتحقيق أفضل استفادة من
استخدام تقنيات وأدوات تصور البيانات؛ لإظهار بيانات ومعلومات البحث النوعي بشكل
صحيح وفعال.
حدد الصور المناسبة لشرح مجموعات البيانات المحددة
نظرًا لأن الدماغ البشري منظم وموصّل لتحليل الإشارات البصرية
وفهمها بسرعة، فمن الأهمية بمكان تضمين العناصر المرئية في الورقة البحثية الخاص
بك. يتيح استخدام المخططات والرسوم البيانية والإنجرافيك لرسم البيانات للمستخدمين
الكشف بسرعة عن الأنماط الأساسية للبيانات، التي يصعب فهمها أثناء قراءة فقرات
النص. من ناحية أخرى، فإن استخدام نوع خاطئ من مقاطع الصور والفيديو قد يكون
خادعًا ويعيق الجمهور من القراءة والفهم.
يقوم الباحثون بتجربة التعبير عن البحث من خلال أنواع مختلفة
من المرئيات، حيث يتم نقل المزيد من المعرفة العلمية بيانيًا عبر وسائل التواصل
الاجتماعي. ومع ذلك، فإن استخدام النوع الصحيح من المرئيات أمر بالغ الأهمية
لتحسين فهم الجمهور للعلم.
في الواقع، توجد دراسة مثيرة للفضول قام بها ويليام كليفلاند
وروبرت ماكجيل في مجلة الجمعية الأمريكية للإحصاء، والتي تلقي الضوء على كيفية
تأثير الإدراك البشري على طريقة قراءة العروض الرسومية للبيانات. هذا جعل بعض
أنواع المخططات أسهل في الفهم من غيرها. تمكن الإحصائيون من إثبات أن المخططات
القائمة على أطوال الأشرطة أو الخطوط، كما هو الحال في المخطط الشريطي العادي،
كانت الأسهل في القراءة - خاصةً عند محاولة التمييز بين الاختلافات الطفيفة بين
القيم. من ناحية أخرى، كانت المخططات الدائرية مناسبة فقط في مواقف وسياقات قليلة،
وبالتالي نادرًا ما كانت هي الخيار الأفضل 2.
التركيز على تنسيق الشكل والوظيفة
يمكن للباحثين اليوم الوصول إلى مجموعة متنوعة من برامج تصوير
البيانات والأدوات، التي تساعد على تبسيط عملية عرض البيانات بصريًا. ومع ذلك، من
المهم أن نتذكر أن تصور البيانات الكمية هو أكثر من مجرد جعل الرسوم البيانية تبدو
جميلة. لا يتعلق الأمر أيضًا بتكديس المعلومات في رسم بياني لتوصيل أجزاء مختلفة
من البحث. يجب أن يدرك الباحثون أن تصور البيانات يجب أن يحقق توازنًا دقيقًا بين
الشكل والوظيفة من أجل أن تكون فعالة.
في حين أن الرسم البياني الأساسي قد يكون مملًا للغاية، بحيث
لا يجذب انتباه القارئ ولفت انتباهه، إلا أن العناصر المرئية الرائعة قد تفشل
أيضًا في مساعيها لنقل الرسالة الصحيحة؛ إذا لم يتم تقديمها بشكل صحيح وفعال. يجب
دمج البيانات والعناصر المرئية لإنتاج سرد آسر ومقنع، يجمع بين تحليل البحث ورواية
القصص.
لاحظ كيفية استخدام الألوان والأشكال
عند استخدام أساليب وتقنيات تصور البيانات الكمية، يوصى بعدم
الاعتماد فقط على القوالب الافتراضية المتاحة، التي توفرها البرامج والأدوات عبر
الإنترنت أو دون الاتصال به، بل عليك تخصيص التخطيط وتحديده وفقًا لاحتياجاتك
الفردية. من الأهمية بمكان تحديد الألوان والأشكال المناسبة لتمثيل الفئات
المتميزة والإشارة إليها. على سبيل المثال، قد يكون من المقبول استخدام نص فاتح
اللون على خلفية داكنة لتحسين إمكانية القراءة.
يمكن للباحثين أيضًا اختيار استخدام نماذج متنوعة، للدلالة على
مجموعات بيانات منفصلة وفئات من المعلومات، بالإضافة إلى أحجام مختلفة للتأكيد على
تكرار البيانات. يمكن أيضًا استخدام ناقلات مماثلة لإضفاء القليل من الإبداع على
العناصر المرئية المستخدمة. يفضل تجنب استخدام التأثيرات الحية والملونة والصور
المجردة للإشارة إلى الاختلافات في البيانات؛ لأنها يمكن أن تشتت انتباه القراء عن
نقاط المعلومات المهمة التي يتم نقلها. قبل كل شيء والأهم من ذلك، تجنب إضافة
الكثير من العناصر المرئية أو الرسومات. يجب على الباحثين استخدام العناصر المرئية
باعتدال عند الضرورة وبالاقتران مع المعلومات المقدمة.
في حين أن العديد من الباحثين والأكاديميين في بداية حياتهم
المهنية قد يجدون صعوبة في تصور البيانات النوعية وتوصيلها بطريقة يمكن للجمهور
فهمها بسهولة، فإن هذا فن يجب ممارسته ويمكن إتقانه. يمكن أن تساعد أداة Mind The Graph الباحثين على أن
يصبحوا أكثر إبداعًا في التواصل العلمي، من خلال توفير طريقة سهلة لنقل البيانات
بصريًا. تعد هذه أداة قوية للذكاء الاصطناعي للعلماء، وهي موطنًا لأكبر معرض
للرسومات التوضيحية الصحيحة علميًا في العالم، مع أكثر من 40،000 رسم توضيحي تغطي
أكثر من 80 مجالًا بحثيًا.
حدد تنسيق لتوصيل لبحثك واستخدم واحدًا من أكثر من 200 قالب مُعد مسبقًا لإنتاج رسوم بيانية علمية وملصقات وملخصات رسومية وعروض تقديمية لأبحاثك الخاصة. إنها طريقة سريعة وفعالة وجيدة لنقل معرفتك إلى بقية العالم. أفضل جزء في هذا السياق هو أنه يمكنك الآن الحصول على Mind The Graph مجانًا، من خلال الاشتراك في بعض المنصات عبر الإنترنت، والتي تمنحك الوصول إلى هذه الأداة بالإضافة إلى أدوات وخدمات الذكاء الاصطناعي المتميزة الأخرى المصممة لمساعدتك على النجاح.