لطالما كانت
الرؤى من مختلف التخصصات مكونَا مهمًا لنمو المعرفة وتحصيلها. في واقع الأمر،
غالبًا ما يُنظر إلى العالم الفرنسي البارز لويس باستير Louis Pasteur على نطاق واسع على أنه من
أوائل المؤيدين والمتبنين للبحث متعدد التخصصات، وإسهاماته في العلوم والتكنولوجيا
والطب لا مثيل لها تقريبًا. يُنسب إليه الجمع بين علم الأحياء الدقيقة والكيمياء
لتحقيق اكتشافات رائدة في التطعيم والتخمير الميكروبي والبسترة. منذ ذلك الحين،
دفع تقدم المعرفة العلمية والتكنولوجية العلماء والتكنولوجيين وعلماء الاجتماع إلى
التعاون لمعالجة المشكلات العالمية المعقدة، التي تتطلب دمج مناهج متعددة
التخصصات.
بعض التحديات
اليوم تبدو كبيرة جدًا، بحيث لا يمكن معالجتها ضمن حدود التخصصات التقليدية. على
سبيل المثال، تؤكد جائحة كورونا المستجد COVID-19 مع تحور الفيروس بمرور
الوقت بلا هوادة، على الحاجة إلى تحسين المناهج البحثية لحل المشكلات المعقدة من
خلال التكيف والابتكار. إن العديد من التحديات الحالية الأخرى، مثل ندرة الغذاء
والمياه، وتغير المناخ، وأزمات الطاقة، والفقر العالمي، وعدم المساواة بين الجنسين
والاقتصاد، تتطلب بذل جهود تعاونية أكثر. يبدو من الواضح أن البحث متعدد التخصصات
بات اليوم أكثر أهمية متزايدة، ودفع الباحثين إلى حاجة النظر إلى ما وراء تخصصاتهم
وحدودها الخاصة، لمعالجة مثل هذه القضايا المتزايدة الصعوبة.
في الحقيقة، تمول
الكثير من البلدان الآن برامج بحثية متعددة التخصصات تقديرًا لأهميتها. على سبيل
المثال، خصص مجلس أبحاث العلوم الطبيعية والهندسة في كندا ثلث ميزانيته لدعم هذا
النوع من الأبحاث. 1 وبالمثل، تمنح الأكاديمية البريطانية، والأكاديمية الملكية
للهندسة، والجمعية الملكية، بدعم من Leverhulme وبالتعاون مع برنامج مخطط
جوائز APEX، أموالًا لتعزيز التعاون
متعدد التخصصات في البحث الذي يفيد المجتمع. 2 بالنظر إلى هذا السيناريو، من
الأهمية بمكان أن يفهم المتعاونون كيفية العمل بفعالية في بيئة متعددة التخصصات.
نصائح لتعزيز التعاون في البحث متعدد التخصصات والتغلب على عقباته
فيما يلي بعض
النصائح العلمية للباحثين والموجهين والقادة في بداية حياتهم المهنية حول كيفية
التعاون بنجاح وزيادة الإنتاجية.
ضع مخططًا تفصيليًا للمشكلة والتحدي الذي يجب مواجهته
يجب أن يفهم كل
مشارك مشكلة البحث تمامًا، وأن يكون على دراية بدورهم المحدد في المجموعة. يجب على
أعضاء الفرق متعددة التخصصات تكريس الوقت لتطوير "نموذج ذهني مشترك"
لمشروع البحث وفهم وجهات النظر المختلفة داخل الفريق. يمكن أن يساعد ذلك في تبسيط
الاتصال، واستكشاف الأخطاء وإصلاحها، واتخاذ القرار مع ضمان بقاء البحث على المسار
الصحيح، وعدم الابتعاد عن هدفه الأصلي. 3
ابذل جهدًا لتعلم اللغة والثقافة العلمية لمتعاونيك
عندما يتعاون
باحثون من تخصصات مختلفة، يكتشفون في كثير من الأحيان أن الكلمات والعبارات
المألوفة تعني أشياء مختلفة لأشخاص مختلفين. يمكن أن تكون كلمات مثل "نموذج"
أشياء متغيرة للأفراد ذوي الخلفيات في العلوم الطبية أو البيولوجيا أو العلوم
الفيزيائية. 4 نتيجة لذلك، من الأهمية بمكان أن يفهم أعضاء الفريق معاني المصطلحات
المختلفة عند العمل معًا ويكونوا على دراية تامةً بها.
لا تخاف من طرح الأسئلة والاستفسارات
لا تخشى من طلب
التوضيح عندما يقوم زملاؤك من التخصصات الأخرى بإبداء ملاحظات لا تفهمها تمامًا.
اطلب منهم توجيهك خلال عملية تفكيرهم. من الضروري أيضًا تخصيص بعض الوقت للقراءة
المستقلة، وإجراء مناقشات مع الفريق بهدف تطوير الخبرة بشكل تعاوني وتفاعلي.
ببساطة للغاية، تتيح لك هذه الخبرة إجراء محادثات أكثر إنتاجية حول موضوع من
الممكن تفتقر فيه إلى الخبرة العملية.
كن لطيفًا وصبورًا ومتعاونًا
يتطلب العمل في
فرق متعددة التخصصات، تعلم كيفية توصيل الأفكار المعقدة إلى الأشخاص من مختلف
المجالات. نظرًا لطبيعة الاختلافات في التدريبات الانضباطية والصارمة، قد تكون
الملاحظات التي تبدو واضحة لك محيرة للآخرين. يمكن أن يكون الوقت لمساعدة أعضاء
الفريق على فهم عملية التفكير الخاصة بك مفيدًا للغاية.
وسّع شبكتك خارج نطاق تخصصك وعملك
غالبًا ما يرتبط
درجة النجاح الفردي بمدى قدرة الفرد على تحصيل المعرفة واكتساب الرؤى الجديدة من
خلال التواصل. يمكن أن يساعد إنشاء شبكة متنوعة في تطوير رؤية أكثر شمولية وحيادية
للقضايا التي تتم معالجتها. يمكن أن يكون تبادل المعلومات مع الأشخاص الذين تختلف
خبراتهم عن تجاربك مثمرًا، ويؤدي إلى تجربة تعليمية فريدة من نوعها وذات قيمة
استثنائية. نتيجة لذلك، ستكون قادرًا على المساهمة بشكل أكثر فعالية في مشاريع
البحث التعاونية.
تبادل المزيد من المعرفة والخبرات والرؤى
غالبًا ما يرتبط
درجة النجاح الفردي بمدى قدرة الفرد على تحصيل المعرفة واكتساب الرؤى الجديدة من
خلال التواصل. يمكن أن يساعد إنشاء شبكة متنوعة في تطوير رؤية أكثر شمولية وحيادية
للقضايا التي تتم معالجتها. يمكن أن يكون تبادل المعلومات مع الأشخاص الذين تختلف
خبراتهم عن تجاربك مثمرًا، ويؤدي إلى تجربة تعليمية فريدة من نوعها وذات قيمة
استثنائية. نتيجة لذلك، ستكون قادرًا على المساهمة بشكل أكثر فعالية في مشاريع
البحث التعاونية.
في حين أن البحث متعدد التخصصات مثير، إلا أنه قد يكون محبطًا وصعبًا في بعض الأحيان. ومع ذلك، يمكن أن تكون الرحلة مجزية للغاية، مع وجود العديد من الفرص الحقيقية للتقدم. لمعرفة المزيد حول استراتيجيات النجاح في البحث متعدد التخصصات، من خلال الطلاع على هذه المقالة. تقدم بعض المنصات والأدوات التكنولوجية للباحثين تجربة غامرة عبر الإنترنت، يمكنها من خلالها التعلم من أفضل المفكرين والرؤى والمبتكرين والممارسين في العالم. قم بمشاركة رؤى قيمة حول كيفية التغلب على التحديات والنجاح في البحث متعدد التخصصات، خلال بعض الدورات التدريبية الخاصة، مع فرص أيضًا تتيح للمشاركين طرح الأسئلة والتفاعل مع الباحثين الآخرين، وسحب موارد التعلم خلا ندوة الويب الحية.