إن الصور عبارة عن بيانات
يستخدمها الباحثون لوصف النتائج التي توصلوا إليها، والإدلاء ببيانات وادعاءات
علمية تستند إلى الأدلة. تعمل الصورة عالية الجودة على تحسين فرص قبول الورقة البحثية. نتيجةً لذلك، يجب تسليم الصورة في حالتها الأصلية، ولكن قابلة للعرض
وفقًا لإرشادات ومعايير النشر.
يتم إجراء تغييرات طفيفة
بشكل متكرر من قبل الباحثين، من أجل الحصول على أفضل صورة يمكن أن يفسرها القراء
بسهولة. هذه التعديلات اليسيرة هي ممارسة شائعة، لكنها قد تكون صعبة بعض الشيء. إن
جعل الرسومات والصور جذابة لجذب انتباه القارئ؛ قد يشجع الباحثين على إجراء
تعديلات غير صحيحة وملائمة. يعد التلاعب بالصور مشكلة خطيرة تهدد سلامة ونزاهة
النشر العلمي.
ما الذي قد يدفع إلى التلاعب غير المناسب بالصور؟
يمكن أن يكون إجراء تعديلات
غير صحيحة وملائمة على الصور عرضيًا أو متعمدًا. فيما يلي بعض الأسباب التي تجعل
الباحثين يفعلون ذلك:
• قد لا يدركون أهمية
العثور على صور جيدة والتقاطها. قد تتسبب الإثارة والثقة التي تأتي من تجربة ناجحة
في إغفالهم لأهمية الصور عالية الجودة.
• إنهم يفتقرون إلى المعرفة
والمهارات والخبرة المطلوبة لالتقاط صور بمستوى جودة النشر.
• يمكن أن يكونوا غير
صبورين. على سبيل المثال، قد يصبح الجلوس أمام المجهر لفترة طويلة أمرًا مملًا
ومتعبًا، مما يؤدي إلى المزيد من التراخي والتقاعس.
• قد يترددون في تكرار
التجربة من أجل الحصول على صورة أفضل. يحدث هذا عندما يكون الباحثون واثقين من صحة
بياناتهم. قد يعتبر الباحثون المقتنعون بأن عملهم لا عيب فيه وتصادق التغييرات
المتواضعة في الشكل أمرًا أخلاقيًا.
• قد يستخدمون عن قصد
تغييرًا غير أخلاقي في الصورة لخداع القراء؛ بشأن نتائج البحث والمبالغة في أهمية
البيانات غير المهمة. قد يميلون إلى الانخراط في هذا النوع من سوء السلوك العلمي؛
بسبب ضغط الأقران للنشر في المجلات عالية التأثير، أو عدم وجود بيانات موثوقة تدعم
ادعاءاتهم ونتائجهم.
ما هي أنواع تعديلات الصورة المسموح بها؟
تتضمن
بعض التعديلات التي يمكن إجراؤها بأمان ما يلي:
* التكبير البسيط على مستوى
منخفض.
* تغيير حجم الصورة –
اقتصاص الصورة.
* استخدام جزئي لسمات
السطوع والتباين، فقط إذا تم تطبيقها على الصورة بأكملها، ولا تفضل أجزاء معينة
على الأخرى في الصورة ذاتها.
* استخدام الأسهم /
المربعات لتوجيه انتباه القراء إلى جزء معين من الصورة.
* يُسمح بتغيير حجم الصورة
طالما لا يوجد تشويه للبكسل.
ما هي أنواع تعديلات الصور غير المسموح بها؟
حتى التغييرات الصغيرة
نسبيًا، التي لا تؤثر على تفسير النتائج قد تُعتبر غير مرغوب فيها في بعض الظروف.
بعض الأمثلة هي كما يلي:
• شحذ الصورة وتشبعها بشكل
مفرط فيه للغاية.
• التحويل من اللون الأبيض
والأسود (تدرج الرمادي) إلى اللون (RGB).
• استخدام أو نسخ جزء من
الصورة، بهدف ملاءمة لوحة صورة أخرى.
• التعديل المفرط على الصور
من مجموعتين منفصلتين من نفس التجربة وعدم الكشف عنها: على سبيل المثال، التعديل
المزمن لعنصر التحكم السلبي من صورة هلامية واحدة مع الصورة الرئيسية الهلامية
الأخرى.
• إزالة وميض الخلفية من
صورة عينة ذات علامة تسمى الفلورسنت وعدم إعلان ذلك.
إن التلاعب بالصورة لعرض
الحقائق أو البيانات والمعلومات، التي لم يتم ملاحظتها في البداية يشكل سوء سلوك
علمي خطير، وقد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات عقابية ضد الباحثين والمعاهد. تنص إرشادات
مجلس محرري العلوم the
Council for Science Editors على أنه "لا يجوز تحسين أو حجب أو نقل أو إزالة أو تقديم
ميزة معينة داخل الصورة."
قد تكون ممارسة إنتاج
بيانات صور مزيفة أكثر شيوعًا في تخصصات مثل علم الأحياء التطوري، والبيولوجيا
الجزيئية، وبيولوجيا الخلية، والعلوم الطبية الحيوية. تتضمن أمثلة هذه التغييرات
غير الأخلاقية ما يلي:
• استخدام أدوات فوتوشوب Photoshop لإنشاء إشارات في الموقع كانت مفقودة سابقًا
من العينة، أو تحسين الإشارات الضعيفة.
• استخدام عنصر تحكم إيجابي
في الحمض النووي، بدلًا من عينة اختبار الحمض النووي، وتوليد صورة لتقديم دليل
كاذب، أو إدخال نطاق DNA غير معروف في الأصل.
• استخدام صورة واحدة
(خلايا في عينة) لإنشاء نتائج تجريبية مختلفة، مثل استخدام صورة واحدة لتوليد
العديد من الصور، التي تعرض إشارات تكوّن بروتينيات مزيفة.
• دمج الخلايا من مناطق
المجهر المختلفة في صورة واحدة.
• التلاعب بالإشارة /
النطاق في البقع على الصورة.
كيف يمكن للباحثين تجنب التلاعب بالصور؟
يمكنك تجنب تغيير الصورة
غير الأخلاقي كباحث، من خلال اتخاذ تدابير في مراحل مختلفة من دراستك.
• حدد أفضل طريقة لإعداد
عينة نظيفة لتقليل ضوضاء الخلفية وبالتالي زيادة دقة الصورة وحدتها بشكل طبيعي.
• خطط للخلف. تصور الصورة
وبناءً عليه خطط لكل خطوة في تجربتك. قد تعمل هذه الطريقة بشكل جيد للغاية مع
الصور الهلامية واللطخة الغربية.
قبل
التقاط الصورة
• تعرف على كيفية استخدام
المجاهر والأدوات الأخرى بشكل صحيح، بالإضافة إلى إعدادات البرامج المطلوبة للحصول
على الصور. قبل التقاط الصور، اكتشف إعدادات التباين والسطوع المثلى.
• حدد الطريقة الأفضل
لإعداد عينة نظيفة لتقليل ضوضاء الخلفية، ونتيجةً لذلك، قم بتحسين دقة وضوح الصورة
بشكل طبيعي.
• خطط مسبقًا. تصوّر الصورة
ووفقًا لذلك اعمل على التخطيط لكل مرحلة من مراحل التجربة. قد تكون هذه الطريقة
مفيدة جدًا للصور الهلامية واللطخة الغربية.
بعد
التقاط الصورة
• احتفظ دائمًا بالصورة
الأصلية؛ قم بإجراء أي تعديلات على نسخة من الصورة الأولية.
• إذا كنت بحاجة إلى مقارنة
الصور لشرح نتائجك التي توصلت إليها، فقم بالتقاط صورًا بإعدادات مماثلة.
• تعرف على متطلبات التكبير
والدقة.
• بدلًا من استخدام تقنيات
الضغط المفقودة مثل JPEG، احفظ جميع الصور كملفات بصيغة TIFF.
• اتبع أي قواعد وإرشادات
عرض الصور المقدمة من المجلة المقصودة.
• في وسائل إيضاح الأشكال،
حدد ما إذا كانت الصور لم يتم تغييرها على الإطلاق أو تم تغييرها باستخدام برنامج
تحرير الصور، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي ميزات التحسين المحددة التي تم
استخدامها.
التلاعب بالصور والأخلاقيات والنزاهة: من المسؤول؟
لمكافحة الممارسة المنتشرة
المتمثلة في استخدام الصور الاحتيالية في الاتصالات البحثية، يجب على جميع أصحاب
المصلحة ممارسة بذل العناية الواجبة.
•
المؤلفون. يتحمل المؤلفون مسؤولية مشاركة البيانات الصحيحة والدقيقة
مع المجتمع العلمي؛ من أجل ضمان تقدم المسعى العلمي العالمي. من غير الأخلاقي
الإبلاغ عما لم يتم ملاحظته في الأصل؛ لأن العديد من الباحثين الآخرين قد يستخدمون
بياناتهم، لبناء فرضيات جديدة وبدء مشاريع جديدة. وبالتالي، يجب على المؤلفين
التصرف بأمانة ومنتهى الصدق للحفاظ على أن يكون العلم جديرًا بالثقة.
•
مراجعو الأقران. يجب أن يكون المراجعون الأقران في حالة
تأهب، وأن يبلغوا محرري المجلات عن أدنى شك لديهم حول التلاعب بالصور في المخطوطات
البحثية.
•
محررو المجلات. يجب على محرري المجلة التأكد من أن جزء
"تعليمات المؤلفين" من موقع المجلة على الويب يتضمن إرشادات واضحة
لتغييرات الصورة. تقع المسؤولية على عاتق المحررين أيضًا في مشاركة أبحاث موثوقة،
وقد يتم اتهامهم بسوء السلوك العلمي؛ إذا نشروا صورًا مزيفة. نتيجةً لذلك، يجب
عليهم تقييم أي خطأ في تعديل الصورة بأمانة ودقة. يجب إجراء فحص الصور قبل النشر؛
وفقًا لأي معايير خاصة بالمجلة واستنادًا لآراء لجنة نزاهة البحث (إذا كان يجب أن
تحتوي المجلة على واحدة).
تنصح لجنة أخلاقيات النشر (COPE) المحررين حول كيفية التعامل مع الشكوك أو
المخاوف بشأن البيانات الملفقة والمزيفة في المخطوطة المقدمة 1 أو مقالة منشورة 2-3.
كما يوفر إرشادات حول التراجع 4، وأصدرت ثماني مجلات رئيسيو مؤخرًا إرشادات
واقترحت نظامًا ثلاثي المستويات لتحديد الصور المزيفة وغير الملائمة 5. بدأ
الناشرون في استخدام تقنيات الطب الشرعي 6؛ للكشف عن التعديلات الاحتيالية في
الصورة والنسخ والتشويهات الخادعة الشائعة الأخرى للصورة.
•
المعاهد. قد يؤدي سوء سلوك الباحثين إلى الإضرار بسمعة الجامعات أو
المنظمات والمعاهد البحثية التي ينتمون إليها. لذلك، يجب أن تتخذ المعاهد
الاحتياطات لتقليل سوء سلوك الباحث؛ من خلال تزويد طلاب الدراسات العليا والباحثين
بالتدريب المناسب في أخلاقيات البحث والنشر. يجب عليهم أيضًا تقييم الممارسات
الخاطئة المتعلقة بالصور بشكل استباقي، واتخاذ الخطوات المناسبة لمعالجتها وردع
السلوك المماثل في المستقبل.
•
القراء. إذا فات هيئة التحرير أو المراجعون النظراء أي صور مشكوك
فيها، فيمكن للقراء الإبلاغ عنها. يمكنهم مناقشة الدراسات المنشورة، وتقديم
الملاحظات، والتعبير عن المشكلات وإثارة المخاوف، باستخدام المنصات عبر الإنترنت
مثل بوببير Pubpeer.
•
متخصصو نزاهة البحث. مع زيادة حالات التلاعب بالصور، لقد
أصبحت الأدوار الأحدث مثل محترفي تكامل البيانات 7 أكثر انتشارًا. يقوم هؤلاء
الأفراد بإجراء تحليلات نقدية لبيانات البحث من أجل اكتشاف البحث المشكوك فيه.
إليزابيث بيك Elisabeth
Bik،
التي فازت مؤخرًا بجائزة جون مادوك John
Maddock
لعام 2021 لمساهمتها في حماية أخلاقيات البحث في النشر 8، هو اسم يجب تذكره. يمتد
عمل بيك على 5000 ورقة علمية، ويتضمن معالجة البيانات والتلاعب بالصور. أدى عملها
إلى عمليات المراجعات والسحب / التصحيح، بالإضافة إلى قضايا تتعلق بأخلاقيات
البحث. تعمل الخدمات الاستشارية مثل تكامل بيانات الصورة Image Data Integrity بشكل وثيق مع المجلات لتحديد الصور المزيفة.
وهكذا نشأت شبكة تعاونية من المحترفين الخبراء 9 لتجميع أفضل الممارسات وإرشادات
الإطار؛ لتجنب أي نية للاحتيال وسرقة البيانات.
يعد تغيير الصورة غير المناسب قضية أخلاقية أساسية وواسعة الانتشار تواجه المجتمع الأكاديمي. وبالتالي، يجب على جميع الأطراف العمل معًا وتنفيذ حلول متعددة الأوجه لمعالجتها بشكل فعال والحد من ممارساتها.