كونك طالب دراسات
عليا، فمن الطبيعي أن تواجه العديد من الواجبات والمهام الأخرى غير البحثية، لكن
لابد أن تخصص وقتًا لقراءة الأوراق البحثية، وتكون لديك عادة قراءة منتظمة، فذلك
يعد أمرًا في غاية الأهمية بالنسبة لك. فغالبًا ما يضع طلبة الدراسات العليا
التزاماتهم ومهامهم الأخرى في قائمة أولوياتهم قبل البحث؛ قد يعزى ذلك لما لصعوبة
مواكبة الكم الهائل من المقالات والأبحاث العلمية المنشورة. ونتيجةً لذلك، فهم
كثيرًا ما يقرؤون عددًا قليلًا من الدوريات أو يكتفون بتصفّح المقالات بشكل سريع، وهذا بالطبع قد يتسبب بنتائج عكسية على مخرجاتهم البحثية.
أبرز المزايا من قراءة الأبحاث العلمية بشكل منتظم
من المهم أن يطور
طلبة الدراسات العليا لديهم عادة القراءة للمقالات والأبحاث العلمية منذُ بداية
التحاقهم بالبرنامج الدراسي؛ لما لها من نتائج إيجابية وواضحة على إنتاجهم البحثي.
وإليك أبرز
المزايا التي تعود لقراءة المقالات والأبحاث العلمية بانتظام.
تعزز القراءة لديك المعرفة حول موضوعك البحثي:
تعد القراءة عنصر
أساسي في البحث أثناء عملية الكتابة البحثية؛ يتمكن طلبة الدراسات العليا من تعزيز
فهمهم وتوسيعه حول موضوع ما، من خلال الكثير من قراءة الأوراق البحثية بانتظام.
فضلًا على أنها تساعدك قراءة الأبحاث العلمية السابقة حول موضوعك البحثي من تحديد
الفجوة البحثية التي تتعلق بموضوعك.
تشجع القراءة من الفرص متعددة التخصصات:
من خلال قراءتك
للأبحاث العلمية بشكل دوري ومنتظم، وتضمين هذه العادة في روتينك اليومي، سيساعدك
على تبني تصورات حول الأدوات والتقنيات العلمية المستحدثة في مجالك الخاص
والمجالات ذات الصلة. أيضًا من فوائد قراءة للأبحاث العلمية، هي أنها تعرّضك كباحث
للفرص والتطورات المحتملة عبر التخصصات. وقد تساهم لك في إتاحة الفرصة للتعاون
المثري مع فريق متعدد التخصصات.
تطور القراءة التفكير النقدي لديك:
تساعدك قراءة المقالات والأبحاث العلمية في
تطوير مهارات التفكير النقدي؛ من خلال إنشاء روابط بين الخلايا العصبية الموجودة
في دماغك، وتقوية المسارات العصبية الموجودة بدماغك سابقًا. هذا يساعدك بشكل كبير
في تعزيز قدرتك على حفظ المعلومات، وتذكرها، واستخدامها لاحقًا.
تساعدك على التحقق من المعلومات الموثوقة من غيرها:
قد يكون من الصعب التمييز بين المعلومات من
مصادر موثوقة وذات مصداقية من غيرها؛ يرجع ذلك إلى وفرة المعلومات في المجال
العام. لذا قد تساعدك قراءة الأوراق البحثية على تطوير القدرة على معرفة المصادر
الجديرة بالثقة وأيها ليست كذلك. من خلال القيام بذلك، يمكنك التأكد من أنك تقرأ،
وتشترك مع المنشورات الأكاديمية الموثوقة، التي يمكن أن تكون بمثابة أساس لعملك
البحثي الخاص، وتعزز ملفك الشخصي كباحث.
تمنحك القراءة علاقات وشبكات بحثية قوية:
تتمثل إحدى أهم مزايا قراءة الأوراق البحثية، في
أنها تتيح لك التواصل بشكل احترافي مع أقرانك وزملائك الذين يشاركونك اهتماماتك.
كما تتيح لك التواصل مع الخبراء مؤلفي الأبحاث العلمية المتطورة، والاستفادة من
بخبرتهم؛ مما يساعدك ذلك في زيادة فهمك لموضوعك البحثي، ومشاركتك للأفكار والفرص
الجديدة.
في الختام عليك ألّا تنسى أن قراءة المقالات العلمية، حول مواضيع علمية مختلفة، تساعدك في توسيع منظورك، ورؤية الأشياء من زوايا مختلفة، وتنمية قدرتك على التفكير خارج الصندوق. لذا آمل أن تشجعك المزايا العديدة للقراءة المذكورة أعلاه، على جعل القراءة عادة لديك، فهي كما ذكرًا سالفًا، تعد عنصرًا ضروريًا أثناء إنشاء عملك البحثي. والآن بعد انتهائك من قراءة هذه المقالة، أعتقد بأنك متحمسًا لتطوير عادة القراءة لديك، لذا يمكن أن يساعدك الاطلاع على مقالة 5 استراتيجيات تساعدك على اكتساب عادة القراءة، في اكتساب هذه العادة وتطويرها لديك.