يمكن القول إن العلاقة بين طلبة الدراسات العليا والمشرف
الخاص بهم من المرجح بشكل كبير أن تكون هي واحدة من أكثر العلاقات صعوبةً في
الأوساط الأكاديمية. بغض النظر عن طبيعة برنامج الماجستير أو الدكتوراه، فإن دور
المشرف البحثي في نفس مكان العمل يتناوب في كثير من الأحيان بين أن يكون رئيسك
ومعلمك. وبالمثل، بناءً على الظروف والمواقف المحيطة، قد تضطر إلى العمل كطالب /
متدرب أو حتى موظف في مراحل معينة خلال رحلة دراستك العليا. قد يكون من الصعب
التنقل في هذه المسؤوليات والأدوار كأحد الطلبة، خاصةً إذا لم تكن قد تعرضت
لتحديات التسلسل الهرمي في الأوساط الأكاديمية حتى الآن.
لا يجب أن يكون الحفاظ على علاقة مهنية ودية مع مشرفك، مع التركيز
على التعلم واكتساب المهارات دائمًا غير متوافق بشكل متبادل. في الواقع، قد يؤثر
نوع الإشراف على برنامج الماجستير أو الدكتوراه الذي تتلقاه خلال رحلة الدراسات
العليا على العديد من القرارات الحاسمة التي تتخذها في المستقبل، سواءً أكان ذلك
بشكل مباشر أو غير مباشر. نتيجةً لذلك، يعد الحفاظ على اتصال إيجابي بين طلبة
الماجستير أو الدكتوراه والمشرف أمرًا بالغ الأهمية أثناء البرنامج الدراسي. يقدم
هذا المنشور بعض النصائح المفيدة لجعل هذه العلاقة أكثر سلاسة وإنتاجًا.
1. تعرّف على أسلوب عملهم:-
لا يوجد نهج واحد معين لتحديد ما الذي يجعل مشرف الماجستير أو
الدكتوراه ناجحًا؛ لأن كل مشرف لديه أسلوب عمل فريد خاص به. قد يكون البعض قانعًا
ومرتاحًا في السماح للطلبة بالاستكشاف والتجربة بأنفسهم، ويوجههم فقط عندما
يحتاجون إلى المساعدة. من ناحية أخرى، يفضل بعض المشرفين أن يكونوا على اطلاع دائم
بتقدم مشاريع طلابهم التي يعملون عليها. قد يؤدي التكيف مع أسلوب عمل مشرفك إلى
تسهيل التعامل مع توقعاتهم وتوقعاتك بشأن مهمة الإشراف على أساس يومي. سيكون هذا
أيضًا بمثابة الأساس لعلاقة جيدة بين طلبة الماجستير أو الدكتوراه والمشرف الخاص
بهم.
تحدث إلى زملائك في العمل أو الجامعة إذا لزم الأمر؛ لاكتساب
المزيد من المعرفة والحصول على فهم أفضل لثقافة العمل في مختبرك. إذا كنت طالبًا
يسعي للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه خارج وطنك، فإن إحدى النصائح الرائعة
هي التعرف على ثقافة ولغة البلد الجديد، حيث تتسرب الفروق الثقافية كثيرًا في
التواصل في مكان العمل وتؤثر على أساليب العمل، بما في ذلك العلاقات بين طلبة
الدراسات العليا والمشرف البحثي عليهم.
2. الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة:-
يمكن تجنب العديد من حالات سوء التفاهم في علاقة المشرف مع
طلبة الماجستير أو الدكتوراه، لا سيّما في المراحل الأولى من رحلتهم الدراسية هذه،
من خلال الحفاظ على التواصل المفتوح والواضح مع مشرفهم. بطبيعة الحال، يشعر طلبة
الدراسات العليا المستجدين بالقلق والتوتر والتردد تمامًا في التعبير عن آرائهم
خوفًا من النظر إليهم بشكل سلبي، ولكن هذا في حقيقته قد يشكل تحديات ومشكلات على
المدى الطويل؛ عندما يتعلق الأمر بإقامة علاقة جيدة وتطويرها بين المشرف وطلبة
الماجستير والدكتوراه.
إذا لم تكن مرتاحًا تجاه بعض الجوانب من ثقافة العمل في
مختبرك أو أسلوب عمل مشرف، فقد يكون من الجيد مناقشة ذلك بشكل علني وصريح. يمكنك
أيضًا الحصول على المشورة من زملائك في العمل أو في الجامعة حول أفضل الطرق
للتواصل مع مشرفك البحثي في الدراسة وتعديل تعاملاتك وتكييف محادثاتك وفقًا لذلك.
إذا كان دور المشرف الخاص بك يبقيهم مشغولين وغير متاحين
لفترة طويلة من الوقت، فمن الأفضل طرح ذلك معهم وتحديد مواعيد جلسات منتظمة؛
لتوضيح أي قضايا ذات صلة بمشروع الماجستير أو الدكتوراه الخاص بك، وبالتالي تجنب
أي تداعيات محتملة طويلة الأجل. يعد الاتصال المفتوح أمرًا ضروريًا للحفاظ على
علاقة صحية بين طلبة الماجستير أو الدكتوراه والمشرف من جهة، بالإضافة إلى ضمان
نجاح المشروع البحثي للدرجة العلمية المحددة من جهة أخرى.
3. ناقش طموحاتك وأهدافك وتطلعاتك:-
تعد القدرة على إجراء مناقشة تفصيلية حول أهدافك وتطلعاتك
وطموحاتك أحد أهم أجزاء التواصل الناجح في علاقة طلبة الماجستير والدكتوراه بالمشرف
الخاص بهم. حتى لو كانت هذه الأهداف قصيرة المدى، مثل الرغبة في اكتساب الخبرة
بتعلم طريقة جديدة أو إنشاء شراكة خارجية لمشروع قائم، فمن الأهمية بمكان إجراء
حوارات في الوقت المناسب حول هذه الأهداف. لن تتحسن علاقة مشرفك الخاص بك إلا إذا
أبلغته عن أهدافك وتطلعاتك علانية.
عندما يكون مشرفك على استعداد للانتقال بنشاط من دور المشرف،
إلى إرشادك بشأن الأمور غير المتعلقة بالماجستير أو الدكتوراه، فاعتبرها فرصة
رائعة للاستفادة من خبراتهم الواسعة، وتطبيق ما تعلمته لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن
مسار حياتك المهنية. سيساعد هذا أيضًا مشرفك في اكتساب نظرة ثاقبة لعملية التفكير
الخاصة بك وإجراء تقييم مستنير حول مهاراتك. تساهم مثل هذه المناقشات في بناء
علاقة الطلبة بمشرفيهم، وتطوير رابطة لديها القدرة على الاستمرار والنمو إلى ما
بعد رحلة الماجستير أو الدكتوراه الخاصة بك.
في الواقع، إن رحلة الماجستير على وجه التحديد الدكتوراه هي رحلة وعرة تتضمن العديد من التحديات والتقلبات والمنعطفات، التي تأتي بشكل غير متوقع ولا يمكن التنبؤ بها، ولكن الحفاظ على اتصال جيد وصحي بين المشرف وطلبة الدراسات العليا باختلاف مجالاتهم وتخصصاتهم؛ يساعد بدون أدنى شك في جعل هذه الرحلة لا تنسى على الإطلاق.