ما الذي يجعل
الباحث يُوصف بأنه جيد ويتميز عن أقرانه؟ هل لديه موهبة طبيعية غير ملموسة، أم أنه مُكتسب لشيء ما ويمكنه تطويره من خلال الممارسة؟ إذا كانت الإجابة هي الموهبة
بالفطرة لوحدها، فعندئذ يمكن القول إنه كان هناك عدد أقل بكثير من الابتكارات في
تاريخ البشرية مما كان عليه الحال اليوم. ومع ذلك، يظهر الفحص الدقيق والنظرة
المتأنية للباحثين عبر مختلف العصور، أن لديهم جميعًا خصائص مشتركة معينة التي
ساهمت بطريقة أو بأخرى في تعزيز نجاحهم.
يشترط في الباحث
المؤهل وجود بعض الخصائص التالية:
1. الفضول
إن السعي
اللامتناهي للمعرفة وطرح الاستفسارات هو ما يميز أفضل الباحثين عن الآخرين. يهدف
الباحث الجيد إلى معرفة المزيد باستمرار، ليس فقط في مجاله الخاص، ولكن أيضًا في شتى
المجالات الأخرى. إن الفيزياء التي تحكم كيفية انكسار الضوء أو الأسس الثقافية
لمجتمعنا ليست سوى مثالين على مدى إثارة العالم من حولنا. إن الباحث الجيد لا
يتوقف أبدًا عن اكتشاف أشياء جديدة من حوله والبحث عن حلول لها.
2. القدرة التحليلية والاستبصار
في حالة عدم وجود
تفسيرات واضحة، فإن المعلومات لا قيمة لها. لذلك، يعمل الباحثون على توسيع شبكة
معلوماتهم واتصالاتهم، لمحاولة الربط بين الأحداث وإيجاد تفسيرات منطقية لها.
البحث عن الأهمية في ملاحظاتنا وبياناتنا هو ما يدفع الدراسة إلى الأمام. يحلل
الباحثون الجيدون البيانات من جميع الزوايا الممكنة ويبحثون عن الاتجاهات والأنماط
المقترنة بها. إنهم يحققون في السبب والنتيجة، ويكشفون الشبكة المعقدة التي تربط
الظواهر الشائعة واليومية. يسأل الباحث الجيد "ما هي الصورة الأوسع؟"
يخطو خطوة أبعد من ذلك؛ كيف ستتقدم الدراسة في المستقبل؟
3 – التصميم والعزيمة
قد يكون من
المحبط إجراء البحوث في بعض الحالات والظروف، إلا أن الباحثون الجيدون يحاولون
بشكل متكرر لإتمامه. من المحتمل ألا تسير التجارب بالطريقة التي نأملها، والأسوأ
من ذلك، أن التجارب تستمر أحيانًا بشكل طبيعي حتى تصل إلى 95٪ من نقطة الإكمال قبل
أن تفشل. إذن، ما الذي يميز الباحث العادي أو متوسط المهارات والجيد عن الباحث المهني
حقًا؟ الباحث الدؤوب لا يستسلم أبدًا؛ إنه يعترف بعدم رضاه ويقبل خيبة الأمل هذه،
ويتعلم الدروس من الخطأ والفشل، ويعيد فحص تجربته وتقييمها، ويستمر في المضي قدمًا
نحو تحقيق أهدافه.
4. التعاون والمشاركة الجماعية
لقد أصبح الحلم
ممكنًا من خلال العمل الجماعي. على عكس الاعتقاد السائد، الذي يرى أن العلماء
يعملون بمفردهم في مختبرهم "العبقرية الانفرادية"، فإن البحث هو عملية
تعاونية وتشاركية للغاية. لتبسيط ذلك، هناك الكثير مما يجب إنجازه لشخص واحد، الذي
لا يمكنه القيام بكل شيء. بالإضافة إلى ذلك، لقد بات البحث متعدد التخصصات بشكل
متزايد خلال العقدين الماضيين. يكاد يكون من الصعب أو المستحيل أن يمتلك شخص واحد
المعرفة والخبرة الكافية في جميع مجالات العلوم والحياة. يعمل الباحثون في معظم
الأوقات في فرق، ولكل باحث منهم واجبات وأدوار ومسؤوليات محددة فردية. من أهم
الجوانب التي يمكن أن تؤثر على أداء الفرد ونجاحه كباحث، هو القدرة على التنظيم
والتواصل والتوافق مع أعضاء الفريق.
5. التفاعل والتواصل مع الآخرين
يحتاج كل باحث
إلى قدرات ومهارات تواصل جيدة؛ لنقل وجهة نظرهم وإيصال رسالتهم بنجاح. لا يتعين
عليهم التواصل فقط مع الأعضاء الآخرين من فريقه، ولكن أيضًا مع المؤلفين المشاركين
والمجلات العلمية والناشرين والجهات الراعية والممولين. يتمحور التواصل في كل مكان
في حياة الباحث، سواء كان ذلك في شكل كتابة ملخص واضح وموجز، أو بث عرض تقديمي في
مؤتمر، أو صياغة اقتراح منحة مقنع للحصول على تمويل لأبحاثه. ينطبق القول المأثور
القديم "إذا سقطت شجرة في الغابة، ولم يكن هناك أحد من حولها ليسمعها، فهل
تصدر صوتًا؟" على الباحثين أيضًا في هذا الجانب. حتى لو كان الاكتشاف رائدًا،
فلن يكون مفيدًا إذا لم يتمكن الباحث من مشاركته مع بقية العالم ونقله إليهم.
هذه ليست سوى عدد قليل من المهارات اللازمة للباحثين للنجاح في صناعتهم والوصول إلى قمتها. من المهم أيضًا تضمين صفات أخرى مثل الإبداع وإدارة الوقت. ومع ذلك، إذا كنت تمتلك واحدة أو أكثر من هذه السمات الخمس الأولى، فستتم عملية البحث بسلاسة أكبر وستكون فرصك في الحصول على نتائج جيدة أعلى. من خلال تطوير هذه القدرات، والتركيز على الطموح والتميز، وطلب المساعدة عند الضرورة، يمكنك وضع نفسك لتحقيق النجاح. يمكنك الحصول على المساعدة من فريق خدمات المدونة في أي مرحلة من مراحل مشروعك البحثي. يمكنك الاعتماد علينا لدعمك على طول الطريق في كل شيء يساعدك في تقديم بحث علمي جيد وفريد من نوعه، يمكنك الوثوق بنا لإرشادك في رحلتك إلى الوصول معك لتحقيق غايتك بكل اقتدار وتفوق.