بصرف النظر عن
النشر التقليدي للأوراق البحثية في المجلات العلمية التي يراجعها النظراء، فإن
النشر على قنوات جديدة مثل الأرشيفات المفتوحة، قد أدى إلى زيادة حجم المؤلفات
الأكاديمية، لا سيّما في المجالات العلمية سريعة النمو. لقد انعكس هذا التدفق
الهائل من المنشورات جزئيًا فقط في قواعد بيانات البحث / الاقتباس، مثل ويب أوف
ساينس Web
of Science وسكوبز Scopus. وفقًا للتقديرات خلال الخمس السنوات الماضية، فقد ارتفع إجمالي
عدد الأوراق البحثية المنشورة عالميًا من 0.65 مليون في عام 1980 إلى 3.16 مليون
في عام 2018. 1
تتسارع عمليات
البحث والتطوير والابتكار بمعدلات متسارعة في شتى أنحاء العالم، مما يعد بالتطور
الواعد والسريع والمستويات المعيشية المرتفعة. يمثل دمج المعرفة القائمة على البحث
في الممارسات اليومية تحديًا كبيرًا، بالنظر إلى عدم الوصول إلى جميع هذه المعرفة، أو بعبارة أخرى معالجتها بطرق سهلة وبسيطة. هذا يجعل من الصعب بشكل متزايد العثور
على الأوراق البحثية الأكثر صلة بمجال تخصصك أو موضوع بحثك.
فيضان هائل من المعلومات
إن معظم المقالات
وراء نظام حظر الاشتراك غير المدفوع؛ ويواجه الباحثون والجماهير الأوسع التي تسعى
للحصول على رؤى بحثية عبئًا زائدًا من كمية المعلومات، بل إن العديد من المنصات
الخاصة بالأوراق البحثية المنشورة ليست سهلة الاستخدام كما يبدو ويصعب التنقل
بداخل صفحاتها. علاوةً على ذلك، فإن ممارسات البحث والنشر غير الأخلاقية، مثل تزوير
البيانات وتلفيها، والانتحال، وانتهاك خصوصيات المشاركين، والمعلومات المضللة
والخاطئة، والمنهجية البحثية غير الجيدة، تجعل من الصعب العثور على أوراق بحثية
منشورة موثوقة ودقيقة. كما أن الاعتماد على قاعدة بيانات أقل من ثلاثة للعثور على
أوراق بحثية؛ يزيد من احتمالية إغفال المنشورات البحثية ذات الصلة.
العثور على الأوراق البحثية
يتطلب المشروع
البحثي المتصف بالقوة والجودة عمومًا، البقاء على اطلاع دائم بالتطورات في مجالات
الاهتمام البحثي، مما يستلزم تحديد الأوراق البحثية الأكثر ارتباطًا والأحدث في
نطاق التخصص. لسوء الحظ بالنسبة للأكاديميين، فيمكن أن تكون هذه واحدة من أصعب
المهام وتستهلك الكثير من الوقت. إليك بعض المؤشرات والنصائح لمساعدتك على اجتياز
طوفان الأوراق البحثية المنشورة، والعثور على ما تحتاجه منها بطريقة وكمية أفضل:
* استخدم أدلة
الموضوعات للوصول إلى المعلومات المتاحة عبر الويب، والعثور بسهولة على المؤلفات
ذات الصلة وعالية الجودة، عندما تبدأ عملية بحثك عن الأوراق البحثية.
* حدد أهم
الكلمات والعبارات الرئيسة، التي يمكن أن تساهم في العثور بكفاءة وفعالية على
الأوراق البحثية على محركات البحث. كما يفضل استخدام مصطلحات من الأوراق البحثية
المنشورة الأكثر اقترانًا بدراستك، ولكن يجب أخذ بعين الاعتبار ألا تكون مصطلحات
فضفاضة وواسعة جدًا، أو ضيقة النطاق لدراستك وبما يرتبط بها من الأبحاث الأخرى.
* قم بتحسين
كفاءة بحثك وفاعليته عن الأوراق البحثية، باستخدام عمليات البحث المنطقية، ثم
تصفية نتائج البحث حسب الموقع وتاريخ النشر وتحليلات الاقتباس ومكان النشر وما إلى
ذلك. تمتلك العديد من محركات البحث في مقدمتها جوجل ميزات متقدمة تجعل ذلك ممكنًا.
* وفر وقت العثور
على الأوراق البحثية، عن طريق حفظ عمليات البحث والتفضيلات الخاصة بك، كذلك إعداد
تنبيهات البريد الإلكتروني لمقالات المجلات العلمية الجديدة. يتيح لك ذلك الوصول
إلى سجل البحث الخاص بك في أي وقت، ويساعدك في مواكبة الأوراق البحثية المنشورة
حديثًا، والتي تظهر في عمليات البحث الجديدة باستخدام نفس المصطلحات أو التفضيلات.
* التحقيق في
عمليات البحث المستندة إلى الاقتباس – طريقة لتحديد مواقع ومنصات الأوراق البحثية
ذات الصلة في منطقة أو موضوع ذات علاقة ببحثك، من خلال النظر في الأدبيات التي
أشارت إليها المقالة ومن استشهد بتلك المقالة أيضًا بعد نشرها.
تقنيات الذكاء الاصطناعي
في الختام، لقد أصبحت مواكبة أحدث الأبحاث المنشورة حديثًا أسهل بكثير مع بعض التطبيقات المجانية أو المدفوعة، مدعومة مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومصممة خصيصًا لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا. تساعد مثل هذه التطبيقات على العثور على الأوراق البحثية، ووضع إشارة مرجعية على أحدث المقالات، وأكثرها صلة من قاعدة بيانات شاملة للمقالات البحثية المنشورة في مختلف التخصصات. إضافة إلى أنها تنشئ موجزًا للمقالات العلمية استنادًا إلى تفضيلات القراءة للمستخدمين، وتقدم في الوقت ذاته توصيات لأهم الأوراق البحثية المنشورة، التي تتطابق مع الموضوعات التي يهتم بها المستخدمون عبر الإنترنت، فضلًا عن أنها توفر ملخصًا موجزًا يشمل أبرز النقاط الرئيسة لمنشورات الوصول المفتوح، وتساعد المستخدمين على إنشاء مكتبة بحثية مخصصة بهم ودمجها مع المكتبات البحثية الأخرى المرتبطة بها.
