قد تبدو رحلتك في الحصول على الدرجة العلمية باختلاف أنواعها كركوب الأفعوانية، مع الكثير من الصعود والهبوط. لذلك من السهل أن تفقد قيادتك للاستمرار، والبدء في مراجعة التفكير في قرارك عند استكمالك للدراسة، خاصةً الدراسات العليا، حيث إن الحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه تستحق العناء، ويشهد على ذلك آلاف الأشخاص ممن حصلوا عليها. لذلك، اعتقدت أنه يجب علي تقديم لك بعض النصائح حول كيفية الحفاظ على دوافعك أثناء فترة رحلتك الدراسية في الجامعة.
حافظ على الصورة الكبيرة لهدفك
من المهم أن تضع في اعتبارك الدافع الأولي الذي
دفعك للدراسة. مهما كان دافعك الأساسي، سواءً كان حبك لمجال بحث معين، أو حتى
فضولك حول فجوة معرفية معينة، أو طموحك لأن تصبح أستاذًا في أحد الجامعات، أو أن تمارس صنعة معينة في مجال محدد. مهما
كان هدفك الرئيسي من استكمال دراستك، فيجب أن يوضع في
الاعتبار، وألا يغيب عن ذهنك طوال فترتك الدراسية. يمكنك كتابة هدفك من الدراسة
الماجستير باختلاف الدرجة العلمية، أو طباعته ولصقه على جدار مكتبك أو غرفة نومك. يمكنك
أيضًا وضعه على باب غرفتك؛ كي يكون أمام عينك دائمًا؛ مما سيساهم ذلك في المحافظة
على شغفك.
قم بوضع أهداف واضحة قصيرة المدى
من الأهمية تقسيم
مرحلة الدراسية لديك إلى مجموعات عمل مجدية يمكن إدارتها، أو
العمل على بعض من الأسئلة البحثية، أو التفكير في التخصص ومتطلباته لسوق العمل؛ لأن الدراسة الجامعية قد تستغرق
منك في المعظم مدة تتراوح ما بين 4 إلى 5 سنوات؛ فإن التركيز الدائم على تحقيق أهداف قصيرة
المدى سيبقيك متحفزًا، ويساعدك التركيز على هدف معين في كل مرة، على البقاء
منخرطًا في رحلتك الدراسية، ويجنبك من الانغماس في الأفكار السلبية، التي قد
تراودك حول دراستك في الجامعة.
تحدّث إلى زملائك الذين يشاركونك هذه المرحلة
من الضروري مقاومة الرغبة في الانطواء حول نفسك،
وعزلها عن زملائك الذين يشاركونك الدراسة، قم بالمشاركة مع زملائك ومناقشتهم حول
ما يتعلق بمهامكم واهتماماتكم المشتركة خلال هذه الرحلة الدراسية، وأيضًا لا تتردد في الطلب
منهم النصيحة حول كيفية البقاء متحمسًا طوال فترة الدراسة، عندما تلاحظ أن شعلة الحماس نحو هدفك
الدراسي فد بدأت تخبو بداخلك.
شارك مشرفك الدراسي ما تشعر به
عليك ألّا تتردد
في التحدث مع مشرفك الدراسي أو البحثي، عندما تشعر بعدم الإلهام والتشجيع، أو عدم الاهتمام بما تفعله؛ فهو على
دراية بما تستلزمه هذه المرحلة الدراسية، إضافة على درايته الجيدة بموضوعك البحثي أو أنشطتك التعليمية أثناء دراستك في الجامعة. لذلك، فلن يصعب على المشرف الخاص بك مساعدتك في الحفاظ على إلهامك ودوافعك يقظة نحو تحقيق أهدافك التي رسمتها.
قم بأخذ فترات راحة بين الفينة والأخرى
يجب أن تأخذ
العديد من فترات التوقف المؤقت، التي تحتاج إليها عندما تشعر بالتراجع في دوافعك وتحقيق أهدافغك التي وضعتها.
تمكّنك فترات التوقف هذه من إعادة النظر في الصورة الكبيرة لهدفك الدراسي أو المهني أيضًا. وبالتالي يتحوّل
انتباهك التام من حقيقة "ما أفعله" إلى "ما أريد حقًا أن أفعله" سواءً أثناء دراستك في الجامعة، أو عندما تتخرج منها وتفكر في العثور على وظيفة مناسبة.
قم بالبحث عن وجهات نظر جديدة
قد تشعر أحيانًا كما لو أن دافعك الأساسي من الدراسة قد تلاشى أو كنت تعتقد أنه شيء آخر. في هذه الحالة
انتبه أن تفقد الحافز لاستكمال سعيك ورى الحصول على الدرجة العلمية التي تطمح إليها. لهذا، ابحث عن وجهات نظر جديدة، وتواصل مع أفراد جدد، ممن يمكنهم منحك منظورًا جديدًا
للتعامل مع ما تعمله، واستمع إلى قصص الآخرين الملهمة، وقراءة السير الذاتية
للأكاديميين الذين يناقشون مشاكلهم، والتي يمكنها مساعدتك من استعادة شغفك لمواصلة
السعي للحصول على الدرجة العلمية.
فكر بما ستحصل عليه في المستقبل
فكر في الخيارات
والإمكانات التي قد تتيحها لك دراستك في الجامعة. سيساعدك
هذا المنظور التطلعي على البقاء متحمسًا لمواصلة دراستك. تعتبر هذه الطريقة من
التفكير جيدة؛ لأنها تمكّنك من أن تحلم بالعديد من النتائج المحتملة، يرجع ذلك
لأننا لا يمكن أن تتنبأ بشيء على وجه اليقين، وبالتالي يمكننا أن نفكر بالعديد من
الأشياء التي من الممكن أن تحدث.
تذكر دائمًا بأن رحلتك الدراسية في الجامعة، من الطبيعي أن تكون صراعًا يتخلله العديد من التحديات، لكن لابد من أن تكون لديك العزيمة والدافع للتغلب على جميع هذه المعيقات، والوصول لهدفك الذي تحلم به ووضعته نصب عينيك. في الختام أتمنى أن أكون قد وفرت لك بعض الأفكار التي من شأنها مساعدتك في البقاء متحمسًا خلال رحلتك الدراسية.