مقتضيات البحث: الآثار النظرية والعملية وطرق كتابتها

كثيرًا ما ترفض المجلات العلمية الأوراق البحثية، التي لا تناقش أو تذكر نوعية الآثار المترتبة على الدراسة. ما هي "الآثار المترتبة" على البحث وما الذي يشكلها، ولماذا من الأهمية بمكان تضمين الآثار البحثية في ورقتك البحثية؟

الخطوط العريضة للآثار المترتبة على البحث

بمجرد تقديم نتائجك الأولية في ورقتك البحثية، يجب أن تناقش كيف ستؤثر على الأرجح على بقاع كثيرة في العالم. ما هي أهمية بحثك بالنسبة لواضعي السياسات أو عامة الناس أو للباحثين الآخرين؟ تستند آثار دراستك على هذه التكهنات والتخمينات الصادقة، أو التي تم إجراءها بحسن نية.

توجد الورقة البحثية في موضع الفراغ؛ إذا لم تشرح أهمية الدراسة في ضوء نتائجها. قد تكون الورقة محل اهتمام لك وللمؤلف وبعض زملائك في مجال العمل. ومع ذلك، فمن غير الواضح كيف ستفيد قراءته الآخرين.

كيف يمكن أن تساهم نتائج بحثك في أن تسهم في فرص صناعة عالم أفضل؟ ما الذي يمكننا استنتاجه من نتائجك حول الوضع الحالي للبحث في مجالك، أو فعالية وجودة الأساليب والطرق المنهجية التي استخدمتها؟ هذه كلها تعتبر آثار مهمة لبحثك.

لا يمكنك التنبؤ أو معرفة كيف ستؤثر نتائجك دراستك على العالم أو البحث في المستقبل. يمكنك فقط إجراء تخمينات وتوقعات مستنيرة ومعقولة. يجب أن تكون على دراية بالقيود المفروضة على دراستك؛ من أجل ضمان أن تكون الآثار مقبولة ومنطقية.

تعتبر الفرضيات المدعومة بالبيانات فقط آثارًا صحيحة في بيئة أو سياق الدراسة. إذا كانت الاستنتاجات التي تقوم بها لا تتبع منطقيًا النتائج الأولية لتحقيق بحثك، فقد تبدو مبالغًا فيها أو حتى سخيفة أو منافية للعقل تمامًا.

افترض أن دراستك نظرت إلى تأثير دواء جديد على البالغين. في هذا الظرف، من المستحيل التكهن بكيفية تأثير الدواء على علاج الأطفال. نتيجةً لذلك، لا يمكن أن تكون الاستنتاجات والآثار التي توصلت إليها من بحثك أوسع من نطاقها وتتجاوزه.

الآثار المترتبة على الممارسة

اعتبر أن دراستك اكتشفت أن نوعًا شائعًا من العلاج المعرفي كان عديم الفائدة في علاج الأرق. تشير بياناتك إلى أن علماء النفس الذين يستخدمون هذا النوع من العلاج كانوا يرون تأثيرًا متوقعًا وليس نتائج حقيقية. إن الدراسات التي لديها القدرة على التأثير على مشكلات العالم الحقيقي، من خلال تشجيع تغييرات السياسة أو تغييرات العلاج لها صلة وآثار عملية.

قد يكون من المفيد التمييز بين آثار بحثك الضمنية والتوصية الذي قدمه. افترض أن دراستك تفحص نوعين أو أكثر من أنواع العلاج، ويصنفهم حسب الفعالية، وتوجه الأطباء صراحةً لاستخدام النوع الأكثر فعالية. الفكرة النهائية في الاقتراح المقدم هي "توصية" وليس "ضمنية".

الآثار النظرية

هل نتائج بحثك متوافقة مع نتائج الأبحاث السابقة؟ هل تثبتت نتائجك أو تبطل صحة الطرق والأدوات المنهجية المستخدمة في البحث السابق أو الحالي؟ هل أنتج بحثك أساليب جديدة ومفيدة لإجراء التجارب؟ إن الآثار النظرية هي تكهنات تدور حول كيفية تأثير نتائجك على البحث في مجال دراستك.

إن الفرق الرئيس بين الآثار النظرية والعملية هو أن الآثار النظرية قد لا تكون مفيدة على الفور لواضعي السياسات أو عامة الجمهور.

كيفية كتابة الآثار في البحث

عادةً ما يتم تضمين كيفية كتابة الآثار أو المقتضيات في نتائج البحث في الجزء الختامي من الدراسة البحثية "الاستنتاجات". يبدأ هذا القسم، كما هو موضح في المنشور السابق، بتلخيص عملك البحثي، لكن هذه المرة يؤكد أهميته.

أثناء كتابة الآثار المترتبة عن البحث، ضع في اعتبارك من الذي سيستفيد أكثر من قراءة مقالتك أو ورقتك البحثية: صناع السياسات، أو الأطباء، أو عامة الناس، أو غيرهم من الباحثين. بمجرد تحديد جمهورك المستهدف، اشرح كيف ستفيدهم نتائجك وتساعدهم.

عليك مراعاة كيف تتشابه نتائج دراستك أو تختلف عن نتائج الأبحاث السابقة. قد تؤكد دراستك أو تدحض نتائج التحقيقات البحثية السابقة. هذا هو تأثير كبير ومضمون مهم للغاية.

في ضوء النتائج التي توصلت إليها، اقترح اتجاهات مستقبلية للبحث في مجال الموضوع أو إجراء بحث إضافي؛ لتأكيد النتائج التي توصلت إليها. هذه هي أيضا آثار كبيرة وحاسمة.

لا تبالغ في نتائجك إطلاقًا، وتأكد من أن لهجتك تعكس أهمية اكتشافاتك وقوته. إذا كانت الآثار التي تمت مناقشتها وذكرها في ورقتك مقنعة بما يكفي، فيمكن أن تزيد من وضوح عملك والرؤية تجاهه، وتحفز البحث المماثل في مجالك.

قم بزيارة صفحة خدمات مدونة بحثي الآن؛ للحصول على مزيد من المعلومات حول أهمية الآثار المترتبة في البحث، والمساعدة حول كيفية تضمينها في منشورك!