تتمثل مهمة الباحثين في إيجاد أو تأكيد المعرفة القائمة على
الأدلة، التي يمكن أن تساعد المجتمع أو العالم بطريقة مسؤولة. ومع ذلك، فإن دور
الباحث أوسع بكثير من الوصف الوظيفي، كما أن مهام ومسؤوليات الباحث عديدة. في هذا
المنشور، سنلقي نظرة سريعة على المهام والمسؤوليات المختلفة، التي يجب على الباحث
القيام بها من أجل لعب هذه الأدوار بفعالية.
أدوار الباحث المختلفة:-
يحتاج الباحث الجيد إلى أشياء كثيرة للعديد من الناس؛ فيما
يلي بعض أدوار والتزامات الباحث:
• إجراء البحث - تتمثل المهمة الأساسية للباحث في إجراء البحوث، سواءً أكان ذلك من خلال
الدراسات التجريبية أو مراجعات الأدبيات أو الدراسات النوعية. يشمل هذا أيضًا
تصميم التجارب وكتابة التقارير.
• المراجع / المتعاون - تتضمن أدوار ومسؤوليات الباحث في كثير من الأحيان التعاون مع الزملاء في
المشاريع العلمية، بالإضافة إلى المراجعة وتقديم الملاحظات بشأن عمل الآخرين.
• التواصل والتفاعل - يتمثل دور الباحث في التواصل مع مختلف الجماهير حول عملهم. يجب إعداد
أوراق البحثية للمجلات العلمية، وإكمال مقترحات التمويل، وتقديم العروض التقديمية
إلى مجالس المراجعة وصانعي القرار.
• وكيل الثقة العامة - يتم دعم العديد من الدراسات وتمويلها باستخدام الموارد العامة، مما يستلزم
تطبيق معايير المساءلة. يتمثل دور الباحث في الوفاء بالالتزامات التي يتطلبها مصدر
التمويل، مثل إعداد التقارير والعروض التقديمية.
• المحامي - تتمثل إحدى مهام ومسؤوليات الباحث غالبًا في الترويج لعمله لدى صانعي
السياسات أو غيرهم ممن يمكنهم المساعدة في تطبيق المعرفة المكتسبة. إنه يدافع عن
عمله ومهنته وانضباطه، وفي بعض الحالات عن العلم نفسه.
مسؤوليات الباحث المتعددة:-
كما هو الحال مع مهنة الطب وما ينتهجه أبقراط Hippocratic، فإن المسؤولية
الرئيسية والشاملة للباحث هي عدم التسبب في حدوث أي ضرر. هذا ضروري للغاية في سياق
اليوم، ويمتد إلى ما هو أبعد من مجرد ضمان سلامة ورفاهية الموضوعات البحثية أو
الأشخاص الخاضعين للدراسة، على الرغم من أنه أمر بالغ الأهمية. إنه يستلزم التصرف
بشكل صحيح بدلًا من الانغماس في السلوك غير اللائق 1.
من الواضح أن الوظيفة الرئيسية للباحث هي البحث عن المعرفة
وإجراء مختلف الدراسات. ومع ذلك، فإن أي استنتاجات مستخلصة من البحث يجب أن تكون
مدعومة بالأدلة. من الضروري أن تكون النتائج المقدمة صادقة وموضوعية ومدعومة
علميًا. فيما يلي بعض الأمثلة على المشكلات والقضايا الأخلاقية، التي يجب على
الباحث الجيد مراعاتها عند تصميم الدراسات وإجرائها، ونشر النتائج والتوصل إلى
استنتاجات 2:
• الإفراط في تعميم النتائج – في الواقع، إن جميع الدراسات العلمية لها حدود وقيود. يتمثل التزام الباحث
في تحديد هذه القيود والحدود بوضوح؛ حتى يكون عمله وثيق الصلة ومفيدًا وقابلًا للبناء
عليه.
• المنهجية أو الاستنتاجات المتحيزة - تعتبر الطرق المنهجية أو الاستنتاجات غير الموضوعية والمتحيزة مشكلة بشكل
خاص في الدراسات النوعية. يجب على الباحثين التفكير فيما إذا كانت أسئلة الاستطلاع
عادلة، أو ما إذا كان التحيز في آرائهم الشخصية تشوش على البيانات.
• لا يشير الارتباط إلى السببية - إن الباحث الماهر والمختص سيتجنب ارتكاب هذا الخطأ الشائع.
• عدم مراعاة أي عوامل أخرى مرتبطة - تشمل واجبات والتزامات الباحث الانفتاح على جميع البدائل والاحتمالات
ودراستها بدقة.
• عدم فهم البيانات - أنواع وكمية البيانات المتاحة في الوقت الحاضر متنوعة وضخمة للغاية ويسهل
تفسيرها بشكل خاطئ. يفهم الباحثون الجيدون كيف تم جمع بياناتهم وحفظها، وسيطرحون
أسئلة حول صحة البيانات وأصلها.
إذا أجريت بحثك في مؤسسة تعليمية أو في بيئة ذات طابع تجاري،
فمن المرجح أن يتم التحكم في معظم هذه الجوانب المنظمة والمعروفة جيدًا، والإشراف
عليها من قبل مستشار أو مشرف أو مجلس بحث مؤسسي.
المسؤوليات الأخلاقية للباحث:-
بالإضافة إلى المسؤوليات الأخلاقية الخاصة بالدراسات العلمية
الموضحة أعلاه، تشمل واجبات ومسؤوليات الباحث المختص والفعال الالتزام ببعض
القواعد والمبادئ الأخلاقية العامة، والتي تتضمن ما يلي 2،1:
• الصدق - يستلزم الصدق الإبلاغ بدقة عن جميع البيانات والنتائج والإجراءات دون
تلفيق أو خداع أو تحريف.
• الموضوعية - تستلزم الموضوعية تحديد التحيز وتجنبه في جميع مراحل وجوانب البحث
والسلوك.
• النزاهة - تستلزم النزاهة الوفاء بالوعود، والتصرف باستمرار، والصدق في جميع
التعاملات، واحترام قواعد ومعايير الملكية الفكرية.
• الشفافية والانفتاح - مارس الشفافية في جميع إجراءاتك وأنشطتك المهنية، وشارك الأفكار والبيانات
والنتائج والملاحظات. كن منفتحًا على الأفكار الجديدة والنقد البناء.
• الخصوصية والسرية - يتمثل الدور الحاسم للباحث في حماية خصوصية المشاركين في البحث، وكذلك
الحفاظ بأمان على سرية الوثائق والبيانات والأسرار التجارية.
• المعاملة الأخلاقية للمشاركين في
البحث - من أهم أدوار ومسؤوليات الباحث التعامل مع المشاركين في
البحث من البشر والحيوانات باحترام ووفقًا للقواعد والإرشادات الحالية.
حتى لو تم إجراء الدراسة من قبل شخص واحد فقط، فلن يتم إجراء
أي بحث في الفراغ. في الواقع، كل البحوث العلمية المهمة والهادفة مبنية على أساس
عمل وضعه أولئك الذين سبقونا. لذا، بالنسبة للباحثين الجيدين، فإن الأمر كله يتعلق
بالعمل - سواء ً أكان يتعلق بعملهم أو عمل الآخرين. نتيجةً لذلك، يجب توخي الحذر
والالتزام بالأخلاق في سلوكهم المهني ومواقفهم، وكذلك معاملة جميع زملاء العمل
بإنصاف واحترام.
تلقى العلم مؤخرًا بعض الأخبار السلبية في الصحافة؛ وبالتالي
فإن مهمة الباحث هي التصرف بشكل أخلاقي وتمثيل الممارسة العلمية الجيدة للجمهور.
بدلًا من إعطاء الأسباب العامة للشك وعدم الثقة في ذكائك وفهمك ومعرفتك، انخرط
وتفاعل معهم بطريقة منفتحة وصادقة، وعزز الثقة مع جمهورك، وأظهر لهم ما يدور حوله
البحث الفعال.
أخيرًا، يتضمن دور الباحث أيضًا التزامًا اجتماعيًا ومسؤولية أكبر؛ لضمان أن عملهم يفيد المجتمع، ولا يضر بأي شكلًا من الأشكال بالبيئة أو عموم الناس ويساهم في جعل العالم مكانًا أفضل. من خلال إظهار الرغبة في تحمل هذه المسؤوليات غير المكتوبة للباحث في كثير من الأحيان، يمكن للمرء أن يكتسب احترام الزملاء وصناع القرار والجمهور، مما يضمن تقدير عملهم أيضًا.