أنا بصدد نشر منشورات مختلفة
حول الرعاية الذاتية في الأوساط الأكاديمية، حيث دعوت الزملاء الأكاديميين لمشاركة
أفكارهم حول الرعاية الذاتية، وشرح ما يفعلونه للبقاء هادئين في البيئة الأكاديمية
الصاخبة أحيانًا. ناقش الأكاديميون كيف تحافظ التمارين الرياضية على صحتهم العقلية
والبدنية، وكذلك كيف يحاولون إيجاد الوقت لأنفسهم أثناء الدراسة والعمل ورعاية
أسرهم.
ذكرت لأول مرة الرعاية
الذاتية في هذه المدونة، بعد أن أدركت أن العمل لمدة 100 ساعة في الأسبوع لن يفيدني بأي شيء. شرعت في السعي لوضع حدود صحية لأنفسنا، فهي ممزقة بين معرفة أن العمل الجاد
يجعلني أشعر بالمرض في نهاية المطاف، لكنني أشعر بالاستمتاع حقًا بما أفعله والاستيعاب بسهولة. لقد جربت الجدول الزمني الخاص بي، لمعرفة كيف يمكنني التخطيط
وتحديد موعد للرعاية الذاتية.
ومع ذلك، لاحظت أن بعض طلبة
الدراسات العليا كانوا يتبعون جدولًا يناسبهم، ولكن بعضهم بصفته أصبح يشغل وظيفة
أكاديمية، مع المزيد من الواجبات والمهام الموكلة إليهم، فقد كان عليهم البدء من
جديد للبحث عما يناسبهم. لم يتغير الجدول الزمني الخاص بهم كثيرًا، لكنه يتغير كل
فصل دراسي مع تغير الساعات التي يقوموا بتدريسها، لكنهم لا يزالوا يشعرون برغبتهم
مرة أخرى في عملية إدارة الوقت.
لن أخوض في التفاصيل حول
كيفية التخطيط للأنشطة الخاصة بي، أو مقدار الوقت الذي يستغرقه كل هذا في هذا المنشور، لكنني سأناقش سبب أهمية الجوانب المختلفة للرعاية الذاتية بالنسبة لي - لأنها قد تكون
مهمة بالنسبة لك أيضًا، أو لأن الأشياء الأخرى الأقرب إلى قلبك قد تكون أكثر أهمية
بالنسبة لك. فيما يلي قائمة بالأنشطة التي خططت لها وخصصت وقتًا لممارستها لتجنب
تحولي إلى دودة كتب:
1. تمرن
في الحقيقة، لقد عاد
التمرين في الوقت الحالي إلى المقعد الأمامي في حياتي، بعد الركود لفترة طويلة
خصوصًا مع انتشار جائحة كورونا المستجد. إذا مر يومًا بدون ممارستي للرياضة، فأنا أشعر بالتعب أكثر، وأصبح أقل تركيزًا، ولا أنام جيدًا في الليل - أحتاج إلى الحركة
النشطة (ليس بالضرورة اقتطاع وقت كبير حاليًا لها، لكنها تعمل جيدًا للارتياح
وتقليل التوتر. إن روتين التمرين الحالي هو عمل قيد التقدم مُدرج في جدول أعمالي الأسبوعي، ولكنه يتكون من مزيج من مجموعة من دروس اللياقة البدنية، والمشي لنصف
ساعة على الأقل، والحفاظ على استقرار الوزن، ودروس اليوغا، بالإضافة إلى السباحة
أو أي أنشطة أخرى جماعية مثل لعب كرة القدم وما إلى ذلك.
2. التسلية
في أغسطس من العام الماضي،
لقد قمنا بالسفر إلى الخارج. لقد كنت
أشاهد واستمع إلى بعض المقاطع المختلفة بشكل متقطع، ولكنها أصبحت عادةً أمارسها
باستمرار منذ ذلك الحين، خصوصًا في أوقات فراغي أو الاسترخاء من بعد عناء عمل شاق
قمت به. بعد عودتي من السفر، عدت مرة أخرى إلى العمل بكل نشاط، وحضرت بعض
المؤتمرات العلمية. لقد اكتشفت حقًا أن ذلك ساعدني كثيرًا على تطوير التركيز على
العمل العميق، باعتبار أن بعض المقاطع الصوتية أو المرئية تتطلب درجة عالية من
الانتباه والتركيز. هذا التركيز العميق مشابه تمامًا لما أحتاجه عند محاولة معالجة
المشكلة البحثية، وسد الفجوة في المعرفة الحالية. أنا أستمتع أيضًا بممارسة
الألعاب بين الحين والآخر؛ قد لا يفيدني هذا في إجراء الأبحاث، ولكن عندما أحتاج
إلى إيقاف عقلي قليلًا، فمن الجيد أن أشارك في البحث بقوة ثلاثية.
3. الإبداع
لطالما كنت أقدر الإبداع
واعتبره مهمًا للغاية، وكنت أعبث بأقلام الرصاص وأكتب القصائد مرة أخرى منذ يناير
الماضي. أنا أجبر نفسي على الظهور والقيام بشيء ما، لتقوية عضلاتي الإبداعية كما
أصفها، حتى لو كان النشاط الذي قمت به يعتبر سيئًا. يعد تخصيص بعض الوقت للانخراط
في ممارسة التمارين الإبداعية أمرًا بالغ الأهمية للباحثين وطلبة الدراسات العليا،
من حيث حاجتهم إلى القدرة على التفكير خارج الصندوق عند معالجة الكثير من المشكلات
والقضايا والتحديات البحثية والمهنية ذات الصلة بالمجال الخاص بهم.
4. التعلم
لست مهتمًا بالمحاضرات عبر
الإنترنت أو المحادثات عبر وسائل التواصل الاجتماعي كما كنت في السابق، لكنني
دائمًا ما أسجل في بعض المنصات المتخصصة، أو أتابع أي نوع آخر من الدورات
التدريبية عبر الإنترنت لتعلم شيء جديد. يعد تعلم مهارات جديدة وتوسيع نطاق فهمك
للعالم أمرًا مهمًا ليس فقط لتطورك الشخصي، ولكن أيضًا لإجراء روابط موسعة بين
التخصصات، أضف إلى هذا أنه يمنحك فرصة لتتعلم كيفية التعامل مع المشكلات البحثية
والقضايا الأكاديمية والتحديات المهنية من منظور مختلف.
5. الكتابة
لقد قضيت أكثر من عشر سنوات
من التدوين عبر الإنترنت، وعمرًا طويلًا من كتابة القصص والقصائد ذاتية الصنع في
المواقع والمنتديات، وأي شيء آخر عبر الشبكة. لطالما كانت الكتابة شيئًا أستمتع
به، لكن على وجه الخصوص في السنوات الأخيرة، فقد وجدت أن التدوين أدى إلى تحسين
مهاراتي في الكتابة الأكاديمية. لقد أجبرني الحفاظ على هذه المدونة، بإنتاجها
المتسق من المنشورات، مرة أخرى على الظهور والكتابة، حتى عندما لا أريد ذلك حقًا.
وبالمثل، عندما أحضر وأكتب أوراقي البحثية، يحدث شيء ما سحري يجنبني الانتقادات
اللاذعة من المراجعون الغاضبون أثناء تقييمها للنشر في المجلات العلمية.
6. تحضير الطعام
أقوم حاليًا بالمساعدة في
المنزل ثلاث مرات في الأسبوع. لقد قمت بالاستعانة بمصادر خارجية للعمل على التنظيف
والغسيل والكي وبعض الطهي وإعداد الطعام باتباع وصفاتي. من المقبول تفويض العمل
بعض الشيء أحيانًا، وإنفاق الأموال على الاستعانة بمصادر خارجية لهذه المهام (الآن
لدي وقت للعب في الليل بدلًا من قضاء كل أمسياتي في المطبخ). في كثير من الأحيان،
أجد نفسي في عقلية طالب دراسات عليا فقير، ما زلت أحب أن ألوي وأقلب كل قرش قبل
إنفاقه. ولكن الآن بعد أن مررت بأصعب سنوات مالية وتركتها ورائي، فهمت فكرة إنفاق
المال مقابل الوقت لنفسي.
ومع ذلك، أقوم كل مساء
بإعداد وجبة الإفطار في صباح اليوم التالي، وأقوم بتعبئة غدائي لليوم التالي،
وأضيف وجبات خفيفة إلى حقيبة طعام لهذا اليوم. لطالما فضلت الطعام المطبوخ في
المنزل - إن تناول الطعام في مكان قريب يوفر لي الوقت على الغداء ويضمن لي الوقود
المناسب لليوم.
7. التأمل
لقد كنت أمارس التأمل مرة
أخرى منذ لحظات سفري تلك إلى الإكوادور. لقد قمت بالفعل بهذا النشاط الذهني في
معظم الأنشطة والمهام التي أجريها باستمرار، بما في ذلك الأنشطة الترفيهية أو
العملية أو الاجتماعية أو الرياضية. أقوم بالاسترخاء قليلًا والجلوس في صمت مع
الانطلاق بالخيال وتركيزك الباطن إلى مناطق بعيدة عن تلك التي تشاهدها أمامك. في
الحقيقة، إن التأمل مفيد للعقل تمامًا مثل ممارسة الرياضة للجسم. أعرف هذا لأنني
كنت أمارس التأمل بشكل متقطع منذ أن كان عمري 15 عامًا، ولا يزال من الصعب بالنسبة
لي الحفاظ بثبات على ممارسة التأمل.
8. النوم
لطالما كنت أول من أعلن على
الإنترنت أنه يجب أن تنام 8 ساعات على الأقل كل ليلة. في الوقت الحالي، أستغرق في
المتوسط من 7 إلى 8 ساعات من النوم كل ليلة خلال الأسبوع (يتطلب وقت الاستيقاظ
5:45 صباحًا وقتًا مبكرًا للنوم، وهو أمر كان صعب بالنسبة لي – لكنه الآن أصبح
روتين يومي). ومع ذلك، فإنني أبذل قصارى جهدي للحصول على 7.5 ساعة من النوم كل
ليلة؛ من أجل ضمان عمل عقلي على النحو الأمثل في اليوم التالي في العمل وإجراء
البحث.
9. القراءة
لقد قرأت الكثير من الكتب
والأبحاث وغيرها من المؤلفات باختلاف مجالها وإصدارها خلال السنوات الماضية. كانت
القراءة جزءًا مهمًا من روتين الرعاية الذاتية الخاص بي. لقد أصبحت القراءة أكثر
أهمية في الوقت الحالي، مع احتلال التأمل والكتابة مركز الصدارة في الوقت الذي أقضيه
في ممارستها. بدون أدنى شك قد تتغير أولوياتنا ووجهات نظرنا، وكذلك مقدار الوقت
الذي يجب أن نخصصه لجوانب مختلفة من الرعاية الذاتية.
على الرغم من حقيقة أنني أقرأ في بعض الأوقات بشكل أقل مما اعتدت عليه، ما زلت أعتقد أن القراءة مهمة لذهني، لتغذية إبداعي وللتعلم ولتحسين كتابتي. في ختام هذا المنشور، فكر في ماهية ممارسات الرعاية الذاتية غير القابلة للتفاوض، وعن أهميتها بالنسبة لك، علاوةً على كيف تخصص الوقت وتفسح المجال لهذه الأنشطة؟