هناك
العديد من الأسباب التي قد تدفعك إلى أخذ استراحة كبيرة من مهنتك البحثية. على
سبيل المثال، قد تكون حالة طوارئ عائلية، أو رغبة في تجربة مسار وظيفي جديد - مثل
كتابة كتاب أو تطوير مشروع بحثي - أو مجرد رغبة في أخذ استراحة من العمل اليومي للعمل
على نفسك. لذا، إذا كنت تخطط لأخذ واحدة أو سبق لك أخذها وكنت قلقًا بشأن كيفية
العودة مجددًا بعد هذه الاستراحة، والتي غالبًا ما تشكل تحديًا لدى الباحثين، فاعلم
أنك لست وحدك من يخوض في هذا الأمر!
بعد
أخذ فترة من الراحة، فمن الطبيعي أن تشعر ببعض التوتر والارتباك. قد يكاد من الصعب
المتابعة من حيث توقفت في مجال المهنة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بعملية إجراء
البحث. لكن ليس من المستحيل العودة إلى ما يسمى "حالة الطحن" كما لو أنك
لم تغادر أبدًا!
إحدى الأمثلة على قصص النجاح الملهمة هذه هي قصة الدكتورة مريم ميرزاخاني Dr. Maryam Mirzakhani، عالمة الرياضيات التي أخذت استراحة من البحث لرعاية ابنتها. لقد عادت إلى الأوساط الأكاديمية بعد عامين، واستمرت في تقديم مساهمات أساسية ورائدة في مجال الرياضيات. كانت أول امرأة تحصل على ميدالية فيلدز the Fields Medal في عام 2014، وهي واحدة من أعلى درجات التكريم في الرياضيات.1 يمكنك أنت أيضًا أن تقاوم وتستأنف مسيرتك البحثية بنفس المثابرة والحماس مثل الدكتور ميرزاخاني. هل تعرف كيف؟
استمر في القراءة لتتعرف على مزايا وعيوب وتحديات أخذ إجازة تفرغية مهنية أو استراحة وظيفية بحثية، وناقش سبب أهمية الاستعداد للعودة إلى العمل، مع مشاركة النصائح العملية؛ لإعادة الانضمام إلى القوى العاملة بعد غياب طويل. من تقوية تركيزك إلى البقاء متحمسًا، دعنا نسلط الضوء على ما تحتاج إلى معرفته؛ للعودة إلى تأرجح الأمور والبدء في إحراز التقدم.
مزايا أخذ إجازات أو فترات راحة طويلة من مسيرتك البحثية
إن
فترة التفرغ أو الاستراحة الطويلة من حياتك البحثية أكثر شيوعًا في الأوساط
الأكاديمية منها في المهن الأخرى. إنها فترة يأخذ فيها الشخص استراحة من روتين
العمل المعتاد، عادةً مقابل أجر معين، لمتابعة التطور الشخصي أو المهني. يمكن أن
تستمر في أي مكان من بضعة أشهر إلى سنة، وعادةً ما يتم منحها بعد عدد معين من
سنوات الخدمة.
يعد
البحث مكونًا مهمًا للتقدم الوظيفي، وغالبًا ما يكون مطلوبًا للحصول على المنصب
والترقيات والمنح. نتيجة لذلك، قد تحتاج إلى أخذ إجازات أو فترات راحة طويلة من
روتينك المعتاد؛ لتحسين مهاراتك ومتابعة التدريب المتخصص، أو المشاركة في التعاون
البحثي خارج مؤسستك أو إجراء العمل الميداني. علاوة على ذلك، يمكنك الحصول على
إجازات ممتدة من البحث؛ لأسباب شخصية مثل الحالات الطبية أو الالتزامات العائلية أو
التنمية الشخصية.
يمكن
أن توفر لك الإجازات وغيرها من أشكال الإجازات، دون أدنى شك، الوقت والموارد التي
تحتاجها للتعافي من مرض أو رعاية أحد أفراد الأسرة أو متابعة اهتماماتك الشخصية أو
هواياتك. كما تسمح لك بالتفكير في أهدافك المهنية ووضع الخطط المستقبلية. يمكنك
استغلال هذه الفرصة لتعزيز تطويرك المهني وتوسيع معرفتك وخبراتك في مجالك. يمكن أن
يشمل ذلك حضور المؤتمرات، أو أخذ الدورات أو ورش العمل، أو إجراء البحوث. بعبارة
أخرى، لقد حان الوقت للتطور الفكري والتجديد.
التغلب على الصعوبات بعد الانقطاع الوظيفي
قد
يكون الحصول على وظيفة في الأوساط الأكاديمية طريقًا صعبًا يجب اتباعه. ومع ذلك،
يمكن أن يمثل استئنافها بعد أخذ قسطًا من الراحة، سواءً كانت إجازة أو فترة طويلة
بعيدًا عن الأوساط الأكاديمية، تحديًا أكبر مما كنت تتوقع في هذه الحالة. لسوء
الحظ، غالبًا ما يكون مصحوبًا بوصمة عار اجتماعية وصعوبات أو تحديات، مثل:
الشيخوخة: إن
واحدة من الوصمات الأكثر شيوعًا المرتبطة بالعودة إلى المهنة الأكاديمية هي
التفرقة العمرية. قد يُنظر إلى الأفراد الذين أخذوا استراحة على أنهم أكبر سنًا،
من أن يتعاملوا مع متطلبات العمل الأكاديمي أو البحث.
فجوة المهارات: اعتمادًا
على طول فترة استراحتك، فقد تفوتك التطورات أو التقنيات الجديدة في مجالك، مما
يجعل من الصعب مواكبة أحدث الأبحاث والتقنيات المتسارعة. يمكن أن يمثل هذا صعوبات
أو تحديات نوعية في إجراء البحث بمجرد عودتك إلى الأوساط الأكاديمية. قد تفوتك
أيضًا فرص التطوير المهني، مثل حضور المؤتمرات أو ورش العمل، مما قد يؤدي إلى نقص
ملحوظ في مستوى المهارات والمعرفة.
تصور الالتزام: ربما
يفسر بعض أصحاب العمل أو الزملاء وجود فجوة في حياتك المهنية على أنها نقص في
الالتزام أو التفاني في أداء المهنة. علاوة على ذلك، يمكن أن ينظرون إلى هذه
الفجوة على أنها نقص في التطوير المهني المستمر، وهو أمر ضروري في العديد من
المجالات.
صعوبة في إعادة الدخول: قد يكون من الصعب إعادة الدخول إلى العالم الأكاديمي، وتكوين
روابط واتصالات وتعاونات جديدة بعد غياب طويل، خاصةً إذا كنت قد انفصلت أو ابتعدت
تمامًا عن شبكتك المهنية.
التحديات المالية: قد تستلزم العودة إلى الأوساط الأكاديمية بعد الاستراحة في
بعض الأحيان خفض الأجور أو البدء في منصب أدنى، مما قد يمثل تحديًا ماليًا للكثير
من العاملين في هذا المجال. قد يكون لأخذ إجازة وظيفية تأثير على عملك المستقبلي،
وراتبك، وآفاق الترقية. قد تجعل فجوة المهارات المتصورة الحصول على التمويل أو نشر
الأوراق أو التنافس على المناصب الأكاديمية أكثر صعوبة.
نصائح لاستئناف مسيرتك البحثية بعد استراحة طويلة
قد
تكون العودة إلى الأوساط الأكاديمية بعد الاستراحة لفترة من الوقت تجربة شاقة،
خاصةً بالنظر إلى التحديات التي قد تواجهها. لكن لا تقلق! هناك طرق للتغلب على هذه
العقبات والعودة إلى المسار الصحيح. يمكنك تحويل العيوب المحتملة إلى فرص وإثبات
قيمتك والتزامك بالمهنة، من خلال اتخاذ الخطوات الموضحة أدناه.
1. مواكبة أحدث الأبحاث والتكنولوجيا: حافظ على مشاركتك في المجتمع الأكاديمي خلال فترة الراحة.
يمكن أن يساعد حضور المؤتمرات أو ورش العمل أو الندوات في ذلك. الخيار الآخر في
هذا الصدد هو المشاركة في المنتديات أو مجموعات المناقشة على الإنترنت، حيث يشارك
الأكاديميون المعلومات ويناقشون أحدث الأبحاث.
2. أكِّد على المهارات القابلة للنقل: سلِّط الضوء على المهارات والخبرات التي اكتسبتها خلال فترة
الراحة والتي تنطبق على دورك الحالي. سيساعد هذا في إظهار القيمة المحتملة للمؤسسة
الأكاديمية، ويمكن أن يساعد في سد أي فجوات متصورة في حياتك الأكاديمية.
3. وضع أهداف لاستعادة إنتاجية البحث: من الأهمية بمكان تحديد أهداف واضحة ووضع خطة لتحقيقها. ابدأ
بالمشاريع الصغيرة أو التعاون لاستعادة الزخم قبل التقدم التدريجي إلى المشاريع
الأكبر. من الضروري أيضًا وضع استراتيجية واضحة لإدارة التوازن بين العمل والحياة.
يمكن أن يتضمن ذلك وضع حدود حول ساعات العمل، وجدولة الوقت المخصص للالتزامات
الشخصية، وطلب الدعم من الزملاء أو أفراد الأسرة أو المنظمات المهنية حسب الحاجة.
4. ابحث عن زمالات إعادة الالتحاق الوظيفي: هناك العديد من الزمالات والمنح المتاحة والمصممة لمساعدتك
على استئناف البحث بعد انقطاع فترة من الزمن. من بين المخططات الشائعة التي يمكن
استكشافها زمالة إعادة الالتحاق بالوظيفة البحثية التابعة لـ Wellcome Trust's
Research Career Re-entry، ومنحة Daphne Jackson.
5. إعادة إنشاء العلاقات: أعد الاتصال بجهات الاتصال المهنية لديك، واحضر أحداث
التواصل، وكذلك قم بإجراء اتصالات وعلاقات أكاديمية جديدة لإظهار تفانيك والتزامك
في المهنة.
6. اطلب المساعدة: ابحث عن معلم أو انضم إلى مجموعة دعم للأشخاص الذين أخذوا
استراحة من الأوساط الأكاديمية. خلال الفترة الانتقالية، يمكن أن يوفر هذا توجيهًا
ودعمًا لا يقدران بثمن.
7. تحلى بالإيمان والثقة: كن مؤمنًا وواثقًا من عودتك إلى الأوساط الأكاديمية. اعمل على
التأكيد على المهارات والخبرات والمعرفة المكتسبة خلال فترة الراحة، وكيف يمكن
تطبيقها على الأدوار الحالية والمستقبلية.
نتيجة
لذلك، من الممكن التغلب على هذه التحديات وتقديم مساهمات قيمة في هذا المجال؛ إذا
كنت تفكر بعناية فيما تريد وتخطط بعناية لتنفيذه، مع الدعم والاستراتيجيات
المناسبة. لا تدع سنة فجوة تمنعك من الوصول إلى إمكاناتك البحثية الكاملة. لذا
اربط حزام الأمان واستعد لإحياء حماسك وشغفك بالبحث!
هل سبق لك أن أخذت إجازة من عملك؟ أو هل استثمرت بعض الوقت لمجرد الاسترخاء وإعادة اكتشاف نفسك؟ أخبرنا بالصعوبات أو التحديات التي واجهتها، والاستراتيجيات التي استخدمتها للتغلب عليها في حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي! أيضًا، لا تتردد في الاتصال بنا في أي مرحلة من مراحل البحث أو النشر باستخدام علامة التصنيف #مدونة_بحثي أو أبدأ في التواصل معنا. استمر في البحث حتى ذلك الحين!