على الرغم من أن مجالات
البحث المتنوعة قد تتطلب في كثير من الأحيان مهارات مختلفة قليلًا، غير أن معظم
المهارات تبدو شائعة إلى حد كبير عبر مختلف التخصصات. ومع ذلك، من خلال امتلاك هذه
المهارات، فإنه يمكنك على الأرجح العمل في عدد من الصناعات لمجموعة متنوعة من
الشركات والجهات الرسمية. تتضمن المهارات الشائعة التي يجب أن يمتلكها الباحث
المستقل الآتي:
* القدرة على إدارة المشروع:
تعد القدرة على إدارة المشروع البحثي من أهم المهارات اللازمة لتصبح باحثًا مستقلًا، حيث سيتحاج الباحث المستقل إلى
تعيين الموارد وإدارتها والتخطيط بشأنها، بالإضافة إلى تصحيح المسار حولها عند
الضرورة. إن امتلاك مهارات إدارة المشروع سيضمن بلا شك أن البحث الذي تجريه يلبي
جميع الأهداف المحددة.
* إدارة الميزانية:
من المتعارف عليه أن إجراء
البحوث يكلف المال. لذلك، لن تحتاج في هذه الحالة إلى تحديد احتياجات الميزانية
وما ينطوي عليها فحسب، بل ستتم مطالبتك أيضًا بإدارة الميزانية بشكل جيد؛ لضمان أن
البحث يبدو شاملًا بما يكفي لتحقيق أهداف عميلك المنشودة. علاوة على ذلك، فقد تنشأ
تكاليف أخرى غير متوقعة، لذا يجب عليك كباحث مستقل التخطيط للطوارئ والاستعداد
لطلب تمويل إضافي إن لزم الأمر.
* جمع البيانات:
في الواقع، إن جمع البيانات
تعد هي وظيفة أساسية للباحثين المستقلين. بعبارة أخرى أكثر وضوحًا "بدون
بيانات، لا يوجد مشروع بحث على الإطلاق"، ونتيجة لذلك لا يوجد تحليل
واستنتاجات يمكن استخلاصها وتقديمها إلى العميل. يمكن للباحثين جمع البيانات بعدة
طرق، على سبيل المثال، جمع البيانات الكمية من خلال المسوحات، أو جمع البيانات
النوعية من خلال المقابلات أو تحليل المحتوى، والعثور على البيانات الموجودة،
وتجميع تلك المعلومات من بين المسؤوليات الأساسية للباحثين.
* تحليل البيانات:
بمجرد الانتهاء من خطوة جمع
البيانات، فإنه ستحتاج إلى مراجعة البيانات وتحليلها باستخدام مجموعة من الأدوات
ببراعة؛ لتحديد ما يجب أن تعبّر عنه الصورة النهائية. يجب أن تحدد النتائج الخاصة
بالتحليل الاتجاهات والآراء، وتكشف عن الفرص في الوقت نفسه، وتقدم نظرة ثاقبة أو
تحي قصة حول المشكلة البحثية المطروحة، التي كانت بدون إجراء البحث ستقبى مخفية أو
مهملة إن صح التعبير. يساعد تحليل البيانات المؤسسات والاستشاريين على اتخاذ
قرارات عمل هامة وضمان الترشيد في إنفاق الموارد أو سوء استهلاكها في غير مواضعها.
* كتابة التقرير:
غالبًا ما تكون كتابة
التقارير وتقديمها إلى الجهات أو الأشخاص المعنيين هي إحدى الخطوات النهائية
للمشروع البحثي. ووفقًا لذلك، فإنه يجب أن يكون الباحث المستقل قادرًا على كتابة
التقارير باحترافية، والتي تعرض نتائج البحث بشكل فعال، إلى جانب تقديم التوصيات
والاستنتاجات. في كثير من الأحيان، ما يتم اتخاذ القرارات التنظيمية بناءً على
التقارير الناشئة عن مشاريع بحثية عالية الجودة.
* التفكير النقدي:
من الضروري أن يمتلك
الباحثون المستقلون مهارات التفكير النقدي والتحليلي. يشمل جزء كبير من إجراء
البحث معالجة المشكلات والقضايا، وتوقع نوعية البيانات التي قد يحتاج إليها
العميل. عند النظر بتمعن في أهداف العميل، سوف يستعرض الباحث القدير المتطلبات من
عدة زوايا ومجموعة متنوعة من الجوانب ذات الصلة بالموضوع المطروح. يسهم هذا الأمر
لدى الباحث في تطوير خطة مشروع شاملة، تعمل بدورها على علاج معظم إن لم يكن جميع
مخاوف العميل.
* تطوير أدوات البحث:
عند جمع البيانات الكمية،
فإن تطوير استبيان شامل يطرح الأسئلة المهمة – غالبًا بطرق متنوعة – سيجمع
البيانات الضرورية، التي تؤدي إلى إجراء تحليل لها وتقديم تقارير قيّمة. سيتمكن
الباحث المستقل من تكوين استطلاع يعمل على زيادة جمع البيانات مع مراعاة تقليل
إجهاد المشاركين. في حين عند إجراء بحث نوعي، فيجب أن يكون الباحثون المستقلون
بارعين في طرح الأسئلة المُصممة لاسترداد أهم المعلومات من موضوعاتهم. إن المفتاح
المحرك للاستفادة من هذه المهارة هو تسهيل الموضوع، مع جمع أكبر قدر ممكن من
المعلومات أثناء إجراء المقابلة.
* القدرة على العمل ضمن الفريق:
تتطلب معظم المشاريع
البحثية وجود مشاركين أو مؤلفين متعددين. مثل العديد من المشاريع الأخرى، فإن
المبادرات البحثية تنجح إذا تمكنت الأطراف المعنية من العمل معًا بشكل جيد. بصفتك
باحثًا مستقلًا قد يقود المشروع، فمن المهم بالنسبة لك أن تحدد الإطار والنغمة
أثناء إظهار التواصل المفتوح، والاهتمام بالتفاصيل، وإظهار الاحترام، والتفاهم،
والتعاطف، والتشجيع.
* مهارات التواصل:
يعتبر التواصل الفعال أحد
أهم وأبرز مكونات أي مشروع يضم العديد من المشاركين والعملاء وأصحاب المصلحة. إن
القدرة على التعبير عن موقف ما، سواءً كان بطريقة شفهية أو كتابية، مع الاستماع
أيضًا والتمعن في وجهة نظر الآخرين تقطع شوطًا طويلًا في تعظيم التعاون، وتقليل
العداء في بيئة الفريق البحثي الواحد.
* التخصص والمعرفة:
قد يتخصص الباحثون المستقلون في عدد من المجالات المختلفة، بما في ذلك العلوم الطبيعية والطبية والاجتماعية والعلوم الأخرى ذات الصلة بالاقتصاد وإدارة الأعمال. إن الباحثون المستقلون الناجحون قادرون على استخدام طرق متعددة لجمع البيانات، بالإضافة إلى إظهار المعرفة في البحث وعلم البيانات والإحصاء، وتحليهم بمهارات إدارة الوقت بصورة جيدة، والصبر ومهارات حل المشكلات، وفهم البيانات التي يتم الكشف عنها بصورة واضحة دون تعقيد، فضلًا عن امتلاكهم للخبرة البحثية في تناول مجموعة واسعة من الموضوعات ذات العلاقة بالعميل، والقدرة على الإنجاز وأن يكون متعدد المهام، مع التفضيل أن يكون لديه مؤهلات علمية عالية، حتى يعزز من ثقة العميل في أداء العمل المطلوب، وأن يكون على اطلاع كافٍ بالمهام المراد إنجازها على وجه التحديد. كما يجب أن يكون الباحثون المستقلون على دراية بعمليات البحث المتعمقة عبر الإنترنت.