لم يعد يكفي إجراء البحوث ونشرها لوحدها. وفقًا لدراسة حول
قراءة الأوراق البحثية والاستشهادات، فإن أكثر من نصف الأبحاث المنشورة تتم
قراءتها فقط من قبل المؤلف ومحرر المجلة العلمية والمراجع الأقران، وحوالي 90٪ لا
يتم الاستشهاد بها أبدًا 1. تتمثل إحدى طرق وصول الباحثين إلى
جمهور أوسع في حضور المؤتمرات البحثية وعرض أعمالهم بفعالية؛ يساعدك هذا أيضًا على
تعزيز مصداقيتك وتنمية شبكة تواصلك مع الآخرين. ومع ذلك، قد يكون التحدث في
الأماكن العامة تجربة شاقة لكثير من الناس، خاصةً إذا لم تكن تتحدث الإنجليزية
بطلاقة.
سواء كنت باحثًا مبتدئًا أو متمرسًا، فقد يكون تقديم بحثك
وعرض نتائجك على الجمهور ومجموعة من الزملاء أو المراجعين الأقران أمرًا مخيفًا
ومربكًا. فيما يلي خمس اقتراحات أساسية حاسمة لتحسين مهاراتك في التحدث أمام
الجمهور، وأن تصبح مقدمًا أكثر ثقة خلال حضورك المؤتمر البحثي القادم.
1. ابدأ التخطيط للعرض التقديمي مسبقًا.
من الضروري البدء في التخطيط لكيفية تصميم التعرض التقديمي
وإتاحته للجمهور؛ بمجرد أن تعرف أنك ستقدم نتائجك في المؤتمر البحثي. على الرغم من
أنك قد تكون على دراية جيدة بأبحاثك، إلا أن معرفة كيفية تقديم البيانات بطريقة
ملائمة ومثيرة للاهتمام لجمهورك أمر بالغ الأهمية. يتضمن ذلك تحديد معلومات
الجلسة، مثل موعد التحدث، وكم من الوقت سيكون لديك، وعدد الأشخاص لمن يتوقع
حضورهم. بعد ذلك، فيما يتعلق بما تريد التعبير عنه وما تتوقعه من الجمهور، قم بوصف
أهداف العرض التقديمي الخاص بك. بمجرد الانتهاء من ذلك، ستتمكن من توضيح العرض
التقديمي بشكل أفضل. ضع في اعتبارك كيفية شرح أهمية الموضوع أو القضية التي
تعالجها في البحث وجعلها جذابة لجمهورك، وكيفية تقديم النقاط الهامة (سواءً على
الشرائح أو بالصوت أثناء العرض)، ونوع المواد المرئية أو الإضافية التي ستحتاجها
لتحسين عرضك التقديمي.
2. قم بعمل إطار عرض واضح والتزم به.
سيضمن تنظيم حديثك بشكل فعال تغطية جميع النقاط المهمة
والحفاظ على مشاركة الجمهور. يساعد إنشاء إطار عمل منطقي ببداية ونهاية متينتين
على تدفق موحد ومتماسك أكثر للأفكار التي يمكن للجمهور فهمها. تعتبر الدقائق
القليلة الأولى من العرض الخاص بك حاسمة لجذب جمهورك، لذلك اترك انطباعًا أوليًا
قويًا؛ هذا أيضًا يحدد إيقاع بقية العرض التقديمي. تصف بعض الاستراتيجيات المجربة
التي أثبتت جدواها لبداية قوية تحديد سيناريو أو طرح سؤال أو سرد قصة أو القيام
بشيء غير متوقع 2.
3. تجنب المصطلحات واستخدم الكلمات والجمل الأساسية والقصيرة.
من المهم أن تدرك أنه حتى لو كنت خبيرًا في الموضوع، فلن يكون
جميع الجمهور على معرفة به. نتيجةً لذلك، تجنب استخدام المصطلحات والعبارات الفنية
وغير الضرورية بشكل مفرط في عرضك التقديمي. من الأفضل الحفاظ على تدفق الأمور
والتحدث باستخدام لغة بسيطة وجمل وكلمات قصيرة. إن الاستفادة بكفاءة من فترات
التوقف المؤقت لفصل الأفكار، والسماح للأشخاص باستيعاب المعلومات الهامة؛ سيعطيك
هذا أيضًا وقتًا لتطوير النقطة التالية وعرضها. احرص على أن تجعل حديثك مليًا
بالملاحظات والنقاشات والحكايات الشخصية للحفاظ على تفاعل الجمهور. أسلوب آخر مفيد
هو استخدام الوسائط المرئية لإظهار المعلومات بسرعة ووضوحها، بدلًا من حشو عرضك
التقديمي وتشويشه بالبيانات المعقدة.
4. انظر إلى أعين الجمهور بدلًا من قراءة الشرائح.
من الأهمية بمكان التواصل مع الجمهور بفعالية أكبر، وإحدى
الطرق المؤكدة للقيام بذلك هي التواصل بالعين مباشرة. يتيح لك ذلك معرفة طبيعة
الجمهور الذي أمامك، وتعديل وتيرة عرضك حسب الحاجة، فضلًا عن الظهور بمظهر أكثر
واقعية وإثارة للاهتمام للجمهور. حرك نظراتك تدريجيًا من شخص إلى آخر أثناء
التحدث، مع تغطية مساحة الغرفة بأكملها. إذا كان هذا يجعلك تشعر بعدم الارتياح
والتوتر، يمكنك أيضًا النظر إلى الجزء الخلفي من الغرفة أو القاعة. يمكنك لفت
الانتباه إلى العناصر المرئية في العرض أو القوائم النقطية للبيانات المهمة، ولكن
تجنب قراءة شرائح العرض التقديمي بشكل خاطئ أو بصوت عالٍ يزعج جمهورك. من المرجح بشكل
كبير أن يتذكر الأشخاص ما تقوله أكثر مما هو موجود من المعلومات في الشرائح. إحدى
النصائح الجيدة لزيادة تركيز الجمهور هي إضافة رسومًا متحركة إلى الشرائح لإظهار
نقطة واحدة في كل مرة.
5. راقب الوقت واضبط وتيرة الكلام وسرعته.
إن غالبية المؤتمرات البحثية مليئة بالعروض التقديمية، مع
قليل من فترات التوقف الفاصلة بينها. هذا يجعل من الضروري أن تسرع نفسك وتلتزم
بوقت العرض التقديمي المسموح به؛ على ألا تعمد إلى تمديده أكثر من دقيقة أو
دقيقتين بعد انتهاء الوقت الأصلي. يُفضل تخطي بعض المواد التكميلية الثانوية،
بدلًا من التسرع في تقديم الخلاصة وإنهاء المحور الذي تتحدث عنه، والأسوأ من ذلك
المخاطرة بالمغادرة وفقدان العناصر الأكثر أهمية في البحث والاستماع إليها. من
الطرق المفضلة لمنع نفاد الوقت هي تكثيف المعلومات التي تريد تقديمها ومشاركتها،
ومراقبة الساعة أثناء حديثك حتى تتمكن من ضبط وتيرة عرضك بشكل صحيح وفقًا لذلك.
يمكن أن يساعدك اتباع هذه الاقتراحات في التغلب على خوفك من التحدث أمام الجمهور، وتقديم عملك بشكل فعال واتزان في المؤتمرات البحثية. اجعل طاقتك العصبية تعمل من أجلك، عن طريق توجيهها إلى صوت قوي أو التصرف بشكل أكثر حيوية أثناء تفاعلك مع الجمهور. أخيرًا، تذكر أنه لا يوجد اقتراح واحد يناسب الجميع لتصبح مقدمًا أكثر ثقة؛ إنه شيء يتطلب الكثير من الممارسة ومهارات التواصل، غير أنه إذا قمت بذلك فسوف تتحسن بلا شك بمرور الوقت.