دعنا نتساءل في البداية حول
ما إذا كنت على علم بوجود بعض المهارات البحثية البسيطة، التي يمكن أن تعزز رحلة
وتجربة الدراسات العليا الخاصة بك؟ من
المحتمل أنك قد شرعت في رحلة الماجستير أو الدكتوراه، وكنت حريصًا على إجراء بحث أصيل،
وتعلم مهارات البحث، والمساهمة في عالم المعرفة الحالي في مجالك. ومع ذلك، فإن هذه
الرحلة التي تستغرق عدة سنوات، هي أيضًا رحلة مليئة بالتحديات والعثرات، مع أفكار
غالبًا ما يحتويها العاطفة مع نصيب من القلق والضغوط.
لكن، احذر أن تثبط عزيمتك
وتقلل من رغبتك في تحقيق هدفك الذي تصبو إليه. هناك بعض الاستراتيجيات البسيطة
التي يمكنك اعتمادها، للتعامل مع المشكلات والمشتتات على طريق رحلتك نحو التزود
بالدراسات العليا، وإعادة المسار الصحيح إلى عقلك بالتركي، وتعلم مهارات بحثية
جديدة في خضم هذه العملية. دعنا نلقي نظرة سريعة على بعض التقنيات، التي تساعدك
على مواكبة كل ما تحتاج إلى القيام به، واستعادة التركيز على تعلم مهارات البحث
أثناء حصولك على درجة الماجستير أو الدكتوراه.
طوّر موقفًا واثقًا ومرنًا:
إن اتخاذ خطوة لتجهيز نفسك
بدرجة الماجستير أو الدكتوراه هو قرار يستحق الثناء في حد ذاته. واحدة من أبسط
مهارات البحث التي يجب أن تمتلكها هي استيعاب ثقتك في قدرتك على مواجهة التحديات
والتغلب عليها. تذكر أن الطريق قد يكون له نصيبه من الصعود والهبوط، إلا أنك ستظل
فيه لفترة طويلة. يعد الحفاظ على معنوياتك والبقاء متحمسًا مهارة بحثية مهمة، إذا
كنت تريد اجتياز رحلة شاقة تمتد من سنتين إلى أربع إلى خمس سنوات للحصول على درجة
الماجستير أو الدكتوراه.
حدد أهدافك الخاصة
يمكن أن يكون الطريق إلى
الماجستير أو الدكتوراه منعزلًا، ولكنه يسمح لك بتطوير بعض مهارات البحث الحاسمة؛
نظرًا لأنها رحلة شخصية، فكلما كنت أكثر نشاطًا، كلما استطعت الوصول عن قرب إلى
تحقيق أهدافك. إن تحديد الأهداف سيساعدك في التحكم في أهدافك، والتقليل ربما من
الشعور بالقلق والتوتر لديك. في هذه المرحلة، من المرجح أن يلعب مشرفك دورًا
أساسيًا في تقديم المشورة والدعم، لذلك من المهم تتعرّف على كيفية اختيار مشرفك في
رحلتك الدراسية. ضع نصب عينيك العمل على هدف إنشاء قوائم المهام اليومية، وخطط
العمل والأهداف الأسبوعية والشهرية والسنوية كذلك، حتى تتمكن من العمل ضمن إطار
زمني محدد. ستساهم مهارة البحث الأساسية هذه على التقدم في عملك الميداني، وإحراز
التقدم في كتابة وإعداد المسودات الأولية، على سبيل المثال، مقدمة أطروحتك ومراجعة
الأدبيات البحثية.
مواصلة عملية التعلم
أثناء تعلم أساسيات كيف
تكون باحثًا فعالًا أو متميزًا، خصص وقتًا لبناء مهاراتك البحثية وتعزيزها، كجزء
من متطلبات الماجستير أو الدكتوراه الخاصة بك. يُتوقعك منك في هذه المرحلة كتابة
مقالات بحثية جيدة، وتقديمها في الندوات والمؤتمرات العلمية، وحتى نشرها في
المجلات العلمية المحكمة. تتطلب هذه مهارات بحثية محددة لها منحنى التعلم التدريجي
الخاص بها، وتحتاج إلى صقلها بعناية كافية. سيساعدك الوصول إلى مشرفك أو مرشدك
الأكاديمي، وحضور الندوات أو الدورات التدريبية ذات الصلة بالبحث أو الدراسة التي
تقدمها جامعتك أو إدارتك كثيرًا. يمكنك أيضًا تعلم مهارات بحث جديدة بنفسك
وبالسرعة التي تناسبك، من خلال تلقي بعض الدورات التدريبية عبر الإنترنت للباحثين
بقيادة مجموعة واسعة من الخبراء.
إتقان استراتيجيات إدارة الوقت
تعتبر إدارة الوقت من أهم
الاستراتيجيات التي تعزز مهارات البحث التي تحتاج إلى تعلمها. طالما تفكر أن تكون
باحثًا، ستساعدك هذه المهارة الأساسية طيلة حياتك كباحث؛ مما يسهم في تقليل إجهادك
أثناء تقدمك للوفاء بالمواعيد النهائية الضيقة. تتيح لك استراتيجيات إدارة الوقت
كذلك تحقيق التوازن بين مجالك المعتاد أو العمل المخبري مع أنشطة التعلم، مثل
الندوات والدورات والمحاضرات، بل وتترك لك بعض الوقت للتواصل العلمي أو الاجتماعي.
ومع ذلك، ضع في اعتبارك أن الأشياء قد لا تسير دائمًا كما هو متوقع، على سبيل
المثال، عندما تستغرق التجارب وقتًا أطول من المتوقع لتحقيق النتائج. لا ينبغي أن
يؤدي هذا إلى حالة من القلق والتوتر، بدلًا من ذلك، فإن هذه الاستراتيجيات
المتعلقة بإدارة الوقت، ستمكنك من تحقيق أقصى استفادة من الوقت في تحسين المواقف
نحو الوصول إلى هدفك.
التسجيل في مجموعات البحث
إن بناء من شبكة الأقران
تمكنك من تعلم مهارات بحث مفيدة، ومناقشة الأفكار البحثية، ومشاركة الخبرات،
والحصول على المعلومات التي تحتاجها، هي تبدو بالفعل طريقة رائعة لتحسين عملك
البحثي أو الدراسي. وبالتالي، ابذل جهدًا للتواصل مع طلبة الدراسات العليا
الآخرين، لا سيّما طلبة الدكتوراه، وكبار الباحثين أيضًا، من خلال الانضمام في
مجموعات بحثية، أو حضور الدورات أو الأحداث التي تنظمها جامعتك أو معهدك البحثي.
يمكن أن يؤدي الانخراط النشط مع مجتمع بحث عالمي مزدهر؛ إلى توسيع منظورك العلمي،
والمساعدة في تطوير عملية التعلم الخاصة بك، ومهاراتك البحثية من جانب آخر.
تبني النصائح والاقتراحات
يمكن القول إن أفضل
استراتيجية لطلبة الماجستير أو الدكتوراه، وإحدى الوسائل في تعزيز مهارات البحث
المهمة، هي الاستمرار في التركيز والتكيف بسرعة في أنشطتك الدراسية أو أعمالك
البحثية، إذا كنت تعتقد أن الأمور لا تسير في طريقها الصحيح بالنسبة لرأيك. كن
منفتحًا دائمًا على الأفكار والاقتراحات الجديدة، التي لديها القدرة على تحسين
عملك، وخذ وقتًا للنظر بعناية في كل منها، وناقشها مع مشرفك أو مرشدك الأكاديمي إن
أمكن ذلك، ثم كن مستعدًا لتعديل نهجك أو موقفك الأساسي حول الموضوع الذي تلقيت
النصيحة أو الاقتراح حوله، التي يمكن أن تضيف أبعادًا جديدة لعملك وتزيد من إثراء
بحثك.
حافظ على الهدف الأكبر في الأفق
أثناء التنقل بين الصعود
والهبوط في رحلتك الأكاديمية، يجب أن يكون الهدف الأكبر المتمثل في الحصول على
الدرجة العلمية، والعمل الذي ترغب في توليه في النهاية هو القوة الدافعة لك.
سيساعدك تذكير نفسك بهذا الجانب بالتأكيد على تعلم بعض المهارات البحث المطلوبة
وتطويرها، للتعامل مع الكثير من العقبات والتحديات أو المهام المتعددة التي ربما
تعترض طريقك، باعتبار أن رحلتك الأكاديمية أو البحثية كما أسلفنا ليست بالمهمة
السهلة، فهي تتطلب منك الكثير من التركيز والعمل، حتى تتمكن من الوصول إلى غايتك
المنشودة. تذكّر أنك في هذه الرحلة من المحتمل أن تكون شغوفًا بما تبحثه من
الموضوعات التي اخترتها في دراستك؛ لذلك يجب أن يكون غرس المواقف وبناء مهارات
البحث الأساسية هي أدوات فعلية تساعدك على بناء مواقفك والوصول إلى الغرض من
مناقشة مثل هذه الموضوعات.
عندما تتعلم مهارات البحث وتستمر في ممارستها بشكل فعلي؛ ستجد أن رحلة الماجستير أو الدكتوراه الخاصة بك ستصبح ربما أسهل إلى حد كبير. وعلى الرغم من ذلك، تذكر دائمًا أنه من المهم أيضًا أن تأخذ خطوة إلى الوراء من حينٍ لآخر، لتنغمس في أنشطة أو اهتمامات أخرى، وهو الأمر الذي من المحتمل أن يؤدي إلى الحفاظ على التوازن الصحي لديك بين القيام بمهام العمل أو أنشطة الدراسة واهتماماتك في الحياة أثناء تعلمك لمهارات بحثية جديدة، والسباق الذي يبدو مثيرًا بالنسبة لك نحو تحقيق هدفك والطموح الذي تحلم به.