من الواضح أن أي مشروع بحثي
كبير، سواءً أكان كتابة رسالة ماجستير أو أطروحة دكتوراه، أو العمل على منشور بحثي
في مجلة علمية، أو كتابة مقترح منحة بحثية، هو متجذر في مهاراتك التحليلية والبحثية، ولكن لن يكتمل إلا إذا كنت تدير مشروعك ووقتك جيدًا.
ومع ذلك، في معظم المجالات،
يكون التدريب في إدارة المشاريع سواءً كان متعلقًا بالبحث أم لا محدودًا نوعًا ما.
عندما تأتي إلى بعض الدول من أجل مسيرتك الأكاديمية، ستلاحظ أن إحدى مزايا ممارسة
العلوم فيها هي أن الجامعات وهيئات التمويل تقدم دعمًا جيدًا لورش العمل القصيرة،
التي يمكن أن تساعدك على تطوير هذه المهارات الإدارية.
إذا لم تكن لديك خبرة في
إدارة المشاريع أو لم تقم أبدًا بتبسيط عمليات البحث الخاصة بك، فيجب أن تتوفق
للحظة وتسأل نفسك "كيف تبدو عملية سير العمل المعتادة الخاصة بي؟" ثم
اسأل نفسك أيضًا، "كيف يمكنني القيام بذلك بطريقة أكثر كفاءة وفعالية؟"
للعمل بكفاءة وفاعلية أكثر، فمن المهم أن تسأل نفسك بانتظام "هل هذا يجيب على سؤالي البحثي؟" إذا لم
يكن كذلك، ضعه في مجلد وارجع إليه لاحقًا للاستفادة من فكرته البحثية. في هذه
المرحلة، ليس من الضروري تكريس المزيد من الوقت لذلك. للعمل بكفاءة أكبر، اتبع
الخطوات التالية:
1. إنشاء مخطط موجز
ابدأ سريعًا بوصع خطة
للعمل. إذا بدأت للتو في البحث في البرية بدون خطة، فإن هذا الأمر يشبه القيادة
إلى موقع جديد بدون خريطة أو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). قبل أن تفعل أي شيء آخر، وأن تقدر المدة
التي ستستغرقها لإتمام مشروعك، خذ ورقة وقم بعمل مخطط سريع للخطوات التي يجب
اتخاذها. ضع قائمة بالمهام التي تحتاج لإكمالها، وقم بتقدير الوقت الذي ستستغرقه
في تنفيذ هذه الخطوات. امنح دائمًا 20-30٪ وقتًا إضافيًا كمخزن مؤقت لمهامك لتكون
في الجانب الآمن.
2. تطوير عناصر المخطط التفصيلي الخاص بك
بمجرد الانتهاء من مخططك
التفصيلي، يمكنك البدء في التخطيط للوقت عندما تكمل هذه المهام. ضع في اعتبارك
عندما تخطط لذلك، أنك لا تستطيع أبدًا العمل حقًا كل الساعات التي تقضيها في
مكتبك، حيث من الممكن أن تكون هناك المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني
والمقاطعات الأخرى ممكنة. أقترح عليك أن تخطط في فترة زمنية في اليوم للتعامل
معها، وتخلص بلا هوادة من هذه الانحرافات في أوقات أخرى من اليوم.
ما لم تكن لديك مسؤوليات
أخرى بجانب المهمة التي تقوم بها، سوف تحتاج إلى تخصيص بضع ساعات كل يوم للعمل
عليها. قد تكون المسؤوليات الأخرى لمرشحي الدكتوراه محدودة، ويجب أن تكون قادرًا
على تخصيص ما لا يقل عن 5 إلى 6 ساعات يوميًا لمشروعك الحالي. بالنسبة لبعض
الأكاديميين المبتدئين، فمن الصعب العثور على ساعة إلى ساعتين يوميًا، حيث يقومون
بتطوير الدورات الجديدة ولديهم عبء تعليمي ثقيل. يميل بعضهم إلى إجراء بحثه في
الصباح الباكر، قبل أن يبدأ الطلاب في الظهور وبداية فصولهم الدراسية، ويزدحم
الوقت الخاص بهم بإنجاز المهام الأخرى. الآن باستخدام التقويم المادي أو الرقمي،
ابدأ في جدولة فترات زمنية لإكمال مهام البحث الخاصة بك.
3. قم بتجميع مجموعة الأدوات الخاصة بك
قبل الخوض بحماس في مشروعك
البحثي الجديد، خذ دقيقة لتسأل نفسك، "ما الذي أحتاجه؟" هل لديك الكتب
التي تحتاجها، أو هل تعرف أين يمكن العثور عليها في المكتبة؟ هل لديك حق الوصول
إلى المجلات العلمية وتراخيص البرامج اللازمة؟ هل لديك كل المواد التي ستحتاجها
لإجراء تجاربك في المعمل؟ قم بعمل جرد لممتلكاتك. إذا كان هناك شيء مفقود، فابدأ
في التواصل مع الأشخاص المناسبين للحصول على التراخيص أو المواد الخاصة بك؛ لتجنب
التعثر في مرحلة ما أثناء انتظار تسليم قطعة من المعدات المفقودة.
4. نقاط التفتيش
خطط للوقت للتحقق من تقدمك
وتصحيح المسار إذا لزم الأمر أثناء العمل في مشروعك البحثي. قد تكون نقطة التفتيش
بمثابة لقاء مع مشرفك في نقطة معينة في بحثك؛ لمعرفة ما إذا كنت على نفس المسار
وما إذا كان يوافق على الاتجاه الذي تسلكه. نقطة تفتيش أخرى هي التقييم الذاتي
الأسبوعي أو الشهري، حيث تقوم بتحليل العمل الذي قمت به في الأسبوع / الشهر
السابق، وما هو العمل الذي لم تقم به، ولماذا لا يمكنك إنجازه حتى الآن. راجع
مقدار المدة التي تستغرقها الأشياء حقًا. ضع في اعتبارك ما يعمل جيدًا بشكل خاص
وما الذي قد تكافح معه. إن التقييمات الذاتية ضرورية في عملية أن تصبح باحثًا
مستقلًا تمامًا.
5. توثيق افتراضاتك وعملياتك
تتبع المسارات التي لم تنجح
أثناء العمل في مشروعك البحثي. احتفظ بعلامة تبويب إدارة الإصدارات في جداول
البيانات الخاصة بك حتى تعرف ما فعلته، ومتى فعلت ذلك، ولماذا أجريت تغييرات
معينة. إن الافتراضات الأساسية الخاصة بك مهمة للغاية في العلم عمومًا، لذا احرص
على القيام بتدوينها.
يتتبع الكثير من الباحثين
افتراضاته وقراراته في ملف منفصل. يودون أيضًا الاحتفاظ بجميع الصفحات المكتوبة
بخط اليد، التي قادتهم إلى قرارهم النهائي بشأن نموذج أو نظرية معينة؛ حتى يتمكنوا
من إعادة النظر في المنطق الذي استخدموه لاحقًا.
6. مسودة المشروع
ستفقد صفحات من العمليات الحسابية، وستنسى المكان الذي وضعت فيه جهاز قياس معين في التجربة. لذلك، احتفظ بمسودة مهامك في المختبر أو مجلة البحث أو أي شيء تريد تسميته - واكتب بإيجاز ما فعلته في مشروعك كل يوم، والملفات التي أنشأتها أو عملت معها، ولماذا اتخذت قرارات معينة. ستمنحك مثل هذه المسودة نظرة عامة سريعة على التقدم المحرز في مشروعك البحثي، ويمكن أن تكون منقذًا عندما تحاول تذكر ما فعلته قبل بضعة أشهر.