يعد
اختيار الجامعة أو المؤسسة البحثية ومشرف البحث في دراستك العليا قرارًا مهمًا
سيشكل مستقبلك الأكاديمي والمهني. الأهم من ذلك، سيكون لهذا القرار تأثير مباشر
على صحتك الشخصية والعقلية خلال مرحلة الماجستير أو الدكتوراه. قبل اتخاذ هذا
القرار النهائي، من الأهمية بمكان التفكير بدقة واتزان في جميع المتغيرات والعوامل
ذات الصلة؛ لضمان توافق برنامج الدراسات العليا والمشرف والجامعة مع أهدافك
الأكاديمية والمهنية. نقدم هنا بعض النصائح الأساسية التي يجب على مرشحي الماجستير
وخصوصًا الدكتوراه التفكير فيها، قبل أن يقرروا أين ومع من يسعون لاستكمال دراستهم
وإجراء أبحاثهم للحصول على الدرجة العلمية.
اختيار الجامعة أو المؤسسة البحثية المناسبة
* حدد هواياتك وأهدافك ثم ابحث عن أفضلها
ضع
قائمة باهتماماتك البحثية وطموحاتك وأهدافك المهنية؛ لمساعدتك بصورة أفضل على
تركيز بحثك وجودته. ابحث عن برامج الماجستير أو الدكتوراه المعتمدة من قبل مؤسسات
أكاديمية أو بحثية معترف بها ومرموقة ومتخصصة في اهتماماتك البحثية. تأكد من معرفة
متطلبات البرنامج المختلفة في وقت مبكر. قد يكون لبعض هذه البرامج حد أدنى من متطلبات إكمال الأطروحة أو الرسالة العلمية؛ اكتشف عدد
المنشورات المتوقعة. انتبه إلى مدة البرنامج للتأكد من أنها تتوافق مع أهدافك
الأكاديمية والشخصية.
* فكر في الموقع والخدمات اللوجستية.
ضع في
اعتبارك الجوانب العملية للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، على سبيل المثال
الموقع وتكلفة المعيشة وإمكانية الوصول، إضافة إلى اختياراتك للمساعدة والإقامة.
اتصل بطلاب الدكتوراه الحاليين للحصول على معلومات حول السفر والمرافق الأساسية
والنفقات وما إلى ذلك. هل سيغطي راتبك أو مصروفك النفقات الأساسية ما يكفي للسماح
لك أيضًا بالعيش بشكل مريح؟
* افحص جودة البحث بدقة.
فكر
بعناية في مجالات الدراسة والمنشورات والتعاون ومصادر التمويل الممكنة للجامعات أو
مؤسسات البحث المحتملة، التي تتوافق مع اهتماماتك البحثية والمهنية على حدٍ سواء.
افحص رسالة هذه الجامعات أو المؤسسات ورؤيتها وقيمها. تعرّف على المزيد حول توفر
المعدات، ومرافق البحث المتخصصة، وكذلك الشراكات مع المؤسسات الأكاديمية الأخرى،
إذا كان مجال دراستك يتطلب تكوينًا معينًا.
* تعرّف على بيئة البحث وثقافته.
قد
يتجاهل مرشحو الماجستير أو الدكتوراه بيئة البحث وثقافة الجامعات أو المؤسسات
البحثية المحتملة في البداية. من الأهمية بمكان تقييم بعض العوامل ومراجعتها مثل
مستوى جودة الدعم والتوجيه المقدمين من الباحثين، ومستوى التعاون والتواصل بين
الباحثين، والثقافة العامة للجامعة أو المؤسسة. فيما يلي بعض الأسئلة التي يجب أن
تبحث عن إجابات لها: ما هي أفكار الباحثين الحاليين حول التوازن بين العمل
والحياة؟ هل مساعدة رعاية الأطفال متوفرة؟ ما التصور العام للحرم الجامعي عن
التنوع والشمول والإنصاف؟ هل يشعر الأشخاص من المجموعات الممثلة تمثيلًا ناقصًا
بالأمان والترحيب؟
اختيار مشرف الدراسات العليا المناسب
* تعرّف على العمل الذي يقومون به
حدد
المشرفين المحتملين ذوي المعرفة والخبرة في مجال اهتمامك. قم بفحص سجلات النشر
والاهتمامات البحثية الخاصة بهم عبر مواقع مجموعات البحث وملفات تعريف النشر
وأطروحات الطلبة الذين أشرفوا عليهم. حاول الاستكشاف عن على خبرتهم السابقة في
الإشراف لمعرفة ما إذا كانت مناسبة لك.
* حضور المحاضرات والفعاليات
من
الأفضل المشاركة في أنشطة برنامج الماجستير أو الدكتوراه والفعاليات المنظمة وورش
العمل والندوات المخصصة له. يمكن أن يوفر هذا معلومات قيمة فيما يتعلق بالاهتمامات
البحثية للمشرف ومجموعته. ستمنحك هذه التجربة مؤشرًا على مدى تفضيل المشرف المحتمل
وانفتاحه على قبول طالب جديد والعمل على موضوع من اختيارك ويثير اهتمامك.
* تحدث إلى الطلبة عن المشرف المحتمل.
عليك
بالتواصل مع طلبة الماجستير أو الدكتوراه الحاليين والسابقين في برنامجك الدراسي،
واستفسر منهم عن تجاربهم وتحدياتهم وفرصهم حول ذلك. اجمع أكبر قدر ممكن من
التعليقات من أكبر عدد ممكن من المصادر المختلفة.
تجنب الأخطاء الفادحة في اختيار الجامعة والمشرف المرتقب
الخطأ الأول: إعطاء وزن كبير لجانب الشهرة.
يميل
العديد من طلبة الدراسات العليا إلى اختيار المشرفين بناءً على شهرتهم (على سبيل
المثال، الجوائز التي تلقاها أو مؤشر مرتفع لأداء عمله الأكاديمي أو البحثي)،
بدلاً من تطابق الطالب مع المشرف. تذكر أن سمعة المشرف لا تضمن حصولك على درجة
الماجستير أو الدكتوراه بنجاح. في الواقع، قد تجد صعوبة في تحديد مواعيد منتظمة مع
أكاديمي معروف أو باحث مشهور!
الخطأ الثاني: الفشل في تحديد أولويات الاهتمامات البحثية.
كما
أشرنا إليه أعلاه، يختار العديد من طلبة الدراسات العليا المشرفين، دون التفكير
فيما إذا كانت اهتماماتهم البحثية تتماشى مع اهتمامات المشرف. للحصول على تجربة
دراسية مثمرة وممتعة ومرضية في الماجستير أو الدكتوراه، يجب أن تتعاون مع مشرف
تتشابه اهتماماته البحثية مع اهتماماتك البحثية.
الخطأ الثالث: تجاهل مهارات التعامل مع الآخرين.
في حين
أن المعرفة والخبرة العلمية والمهنية للمشرف ضرورية، فإن مهاراته الشخصية من
التعاون مع الآخرين ضرورية أيضًا. يمكن للمشرف المتعاون والودود والمرحب بالتواصل
أن يحدث فرقًا كبيرًا في تجربة دراستك للماجستير أو الدكتوراه الخاصة بك والتأثير
عليها. لا تغفل عن هذا المكون الحاسم في عملية الاختيار الخاصة بك للمشرف البحثي.
بعض أفضل الممارسات التي يجب مراعاتها عند اختيار بيئة البحث
تحقق من عمل المشرف المحتمل: افحص بعناية أوراقهم ومنحهم البحثية وأوجه تعاونهم؛ لتحديد ما
إذا كان لديهم الكفاءة والخبرة والتمويل اللازم لدعم مشروعك البحثي.
تتبع الآراء حول قدرات المشرف ومهارته من عدة مصادر: من الأهمية بمكان الحفاظ على اتصال مفتوح وصادق مع مشرفك
البحثي. يجب تقييم مهارات الاتصال والتعامل مع الآخرين، باستخدام التغذية الراجعة
من المتدربين الحاليين والسابقين، وزملاء الدراسة أو العمل، وطاقم المختبر، وما
إلى ذلك.
ركز على التوافق في أسلوب العمل: قد لا تكون المصالح أو الاهتمامات المشتركة كافية. هل لديك
أنت ومشرفك المحتمل أسلوب عمل مماثل؟ قم بإجراء تقييم ذاتي سريع: أي نوع من الطلبة
أنت؟ هل تحتاج إلى ملاحظات مستمرة ونوع معين من المساعدة؟ أم أنك مكتفٍ ذاتيًا
وتريد أن تفعل الأشياء بطريقتك الخاصة (أي أنك تفضل أسلوب إشراف منفصل)؟ إن
الأساليب المماثلة للعمل وحل المشكلات ستجعل الحياة والأطروحة البحثية أمرًا سهلًا
لكل من طالب الماجستير أو الدكتوراه والمشرف الخاص به!
ختامًا .. اختيار المؤسسة التعليمية ومشرفك البحثي
يعد اختيار المكان الذي تريد متابعة الماجستير أو الدكتوراه، جنبًا إلى جنب مع اختيار المشرف البحثي، قرارًا سيشكل حياتك المهنية والشخصية للسنوات القليلة التالية. كما أنه أحد أهم الجوانب التي ستؤثر على صحتك العقلية وطبيعة تعاملك مع هذه المرحلة المثيرة للاهتمام والتجربة. لذلك، نؤكد مرة أخرى مع التحذير في التسرع، إنه قرار لن تتخذه إلا مرة واحدة (نأمل)، لذا خذ وقتك واختر ما تحدثنا عنه بحكمة!