منذ أيام الدراسة يقوم
الطلبة الجامعيين بإجراء تجارب علمية، والتي تقدم نتائج من شأنها أن تحدد وتدعم القوانين والنظريات
العلمية. إن هذه الاختبارات مبنية على أساس متين من منهجيات البحث التجريبي. يساعد
استخدام تصميم البحث التجريبي الباحثين على تحقيق أهدافهم البحثية بشكل أكثر وضوحًا
وشفافية.
في هذا المنشور، سنتناول
ليس فقط المكونات الأساسية لتصميمات البحث التجريبي، ولكن أيضًا المشكلات التي يجب
الانتباه إليها، والتحديات التي يجب التغلب عليها عند التخطيط لدراستك البحثية.
ما هو تصميم البحث التجريبي؟
إن تصميم البحث التجريبي هو
إطار عمل من البروتوكولات والإجراءات، التي تم إنشاؤها لإجراء بحث تجريبي بطريقة
علمية باستخدام مجموعتين من المتغيرات. في هذه الحالة، تعمل المجموعة الأولى من
المتغيرات كثابت لقياس الاختلافات في المجموعة الثانية. إن المثال الأكثر فعالية
على طرق البحث التجريبي هو البحث الكمي.
يمكّن البحث التجريبي
الباحث من الحصول على البيانات المطلوبة؛ لاتخاذ قرارات بحثية أفضل وإثبات حقائق
الدراسة البحثية وتحديدها.
متى يمكن للباحث إجراء البحث التجريبي؟
تسمح
الظروف التالية للباحثين باستخدام البحث التجريبي:
• يعتبر الوقت أحد الاعتبارات
المهمة أثناء إنشاء ارتباط بين السبب والنتيجة.
• عندما يكون السلوك بين
السبب والنتيجة ثابتًا أو لا يتغير أبدًا.
• حينما يرغب الباحث في فهم
أهمية السبب والنتيجة.
أهمية تصميم البحث التجريبي
يعد اختيار تصميم بحث عالي
الجودة هو حجر الزاوية في بناء الدراسة البحثية لنشر نتائج مهمة. بالإضافة إلى
ذلك، يعالج تصميم البحث الجيد السؤال البحثي الأساسي، وينظم هيكلة الدراسة لمعالجة
البيانات بصورة أسهل، ويساعد في إنشاء عمليات صنع القرار الجيدة. لذلك، من الأهمية
بمكان تكريس الاهتمام الكامل والوقت غير مقسمين لإنشاء تصميم البحث التجريبي قبل
بدء التجربة الفعلية.
يمنح إنشاء تصميم البحث
التجريبي الباحث أيضًا وقتًا لتنظيم البحث، ووضع معايير الدراسة وحدودها ذات
الصلة، وتحسين مصداقية النتائج. يمكن للمرء أيضًا تجنب النتائج غير المتسقة، من
خلال بذل كل هذه الجهود. إن وجود أي خطأ في تصميم البحث سيكون له تأثير على جودة
الاستنتاجات التي تم التوصل إليها.
أنواع تصاميم البحوث التجريبية
يمكن تقسيم تصاميم الدراسة
التجريبية إلى ثلاث أنواع أساسية؛ بناءً على الأساليب المستخدمة في جمع البيانات
في الدراسات التجريبية:
1.
تصميم البحث قبل التجريبي
عندما تتم ملاحظة مجموعة أو
عدة مجموعات بعد تنفيذ عوامل السبب والنتيجة للبحث، فقد يتم إجراء دراسة بحثية حسب
تصميم البحث ما قبل التجريبي. سيساعد التصميم قبل التجريبي الباحثين في تحديد ما
إذا كانت الدراسة الإضافية مطلوبة للمجموعات الخاضعة للمراقبة.
هناك ثلاث أنواع من البحث
قبل التجريبي-
• تصميم البحث لدراسة حالة
واحدة.
• تصميم بحث من مجموعة
واحدة مع الاختبار القبلي والبعدي.
• المقارنة باستخدام
المجموعات الثابتة.
2-
تصميم بحث تجريبي حقيقي
تُستخدم الإحصائيات في
تصميمات البحث التجريبية الفعلية لدعم أو دحض فرضية الباحث. إن هذا التصميم هو أحد
أكثر طرق البحث دقة نتيجةً للأدلة العلمية المحددة الذي يقدمها. بالإضافة إلى ذلك،
يمكن فقط للتصميم التجريبي الحقيقي إثبات وجود علاقة السبب والنتيجة بين مجموعة من
المشاركين، من بين جميع الأنواع الأخرى من التصميمات التجريبية. ومع ذلك، يجب على
الباحث استيفاء هذه المتطلبات الثلاثة في تجربة حقيقية. -
• هناك مجموعتان: مجموعة
ضابطة لا تخضع للتغييرات ومجموعة تجريبية ستختبر المتغيرات المتغيرة.
• متغير يمكن التحكم فيه
يمكن للباحث تغييره.
• توزيع المتغيرات بشكل
عشوائي.
غالبًا ما تتضمن العلوم
الفيزيائية هذا النوع من الدراسة التجريبية.
3.
تصميم البحث شبه التجريبي
يشبه التصميم التجريبي
الحقيقي تصميمًا شبه تجريبيًا. ومع ذلك، فإن الاختلاف ما بين الاثنين هو تعيين
مجموعة التحكم "الضابطة". لا يتم اختيار المشاركين في مجموعة بشكل
عشوائي في تصميم البحث هذا، ولكن يتم تغيير المتغير المستقل والتحكم به. يُستخدم
هذا النوع من تصميم البحث في الإعدادات الميدانية، حيث يكون التعيين العشوائي إما
غير ذي صلة أو غير مهم.
يعتمد نوع تصميم البحث
المراد استخدامه على كيفية تصنيف موضوعات البحث أو الظروف - الشروط أو المجموعات.
مزايا البحث التجريبي
يمكّنك البحث التجريبي من
اختبار فرضيتك في بيئة مضبوطة "خاضعة للرقابة" قبل نقل البحث إلى
التجارب السريرية. علاوةً على ذلك، فإنه يوفر أفضل طريقة لاختبار نظريتك نظرًا
للمزايا التالية:
• للباحثين سيطرة صارمة على
المتغيرات من أجل الحصول على النتائج.
• لا تتأثر كفاءة البحث
التجريبي بالموضوع. يمكن لأي شخص استخدامه لأغراض البحث.
• النتائج محددة للغاية
وخاصة.
• يمكن إعادة توجيه نتائج
البحث من نفس مجموعة البيانات لمشاريع البحث المماثلة بعد تحليل النتائج.
• يمكن للباحثين تحديد
أسباب الفرضية وتأثيراتها، ومواصلة فحص هذا الارتباط للتوصل إلى مفاهيم مفصلة.
• يشكل البحث التجريبي نقطة
انطلاق مثالية. يمكن أن تكون البيانات التي تم جمعها كأساس لتطوير مفاهيم بحثية
جديدة لمزيد من الأبحاث.
6 أخطاء يجب تجنبها أثناء تصميم البحث
إن هذه القائمة لا تتبع أي
ترتيب معين، وأي واحدة من هذه المشكلات يمكن أن تقلل بشدة من مستوى جودة البحث
الخاص بك. يمكن استخدام هذه النقاط كقائمة مرجعية للأشياء التي يجب الابتعاد عنها
عند تصميم البحث.
1.
الإطار نظري غير صالح
في معظم الأوقات، يغفل
الباحثون عن التفكير فيما إذا كانت فرضيتهم معقولة بما يكفي لاختبارها. إذا كان
تصميم البحث الخاص بك يفتقر إلى الافتراضات الأساسية، فهذا يعني أن تصميم دراستك
معيبًا بشكل أساسي، ويجب عليك مراجعة إطار البحث وإعادة صياغته.
2.
مراجعة الأدبيات غير كافية
من الصعب العثور على
المعلومات وتحديدها وسد فجوات المعرفة، دون إجراء مراجعة شاملة للأدبيات البحثية.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن توضح كيف سيساهم بحثك في تعزيز مجال الدراسة بوضوح،
سواءً كان ذلك عن طريق إضافة قيمة نوعية إلى مجموعة الأدبيات ذات الصلة، أو تحدي
الافتراضات والاستنتاجات الموجودة مسبقًا.
3.
التحليل الإحصائي غير كافٍ أو غير صحيح
إن النتائج الإحصائية هي
واحدة من أكثر أشكال الأدلة العلمية موثوقية. إن الهدف النهائي لتحقيق بحثي هو
الحصول على أدلة صالحة وموثوقة ومستدامة. نتيجةً لذلك، يمكن أن يقلل التحليل
الإحصائي الضعيف من فعالية وجودة أي بحث كمي.
4.
مشكلة بحثية غير محددة
هذا هو أحد الجوانب
الأساسية لتصميم البحث. لجعل بيان مشكلة البحث واضحًا، يجب عليك وضع إطار عمل
لإنشاء أسئلة البحث، التي تتناول مباشرة المشكلات والقضايا البحثية الأساسية.
5.
قيود البحث
كل دراسة لها بعض القيود من
نوع ما. يجب توقع هذه القيود وأخذها في الاعتبار أثناء كتابة استنتاجك، وأثناء
إنشاء إطار عمل لدراستك وتصميمه الأساسي. تأكد من ذكر أي قيود متصورة وظاهرة في
أطروحتك البحثية، وكيف نظرت إليها أثناء تصميم التجربة الخاصة بك والتوصل إلى
استنتاجاتك.
6.
الآثار الأخلاقية المترتبة
إن القضية الأخلاقية هي
الموضوع الأكثر أهمية ولكن الأقل مناقشة. يجب أن يتخذ تصميم دراستك طرقًا لتقليل
أي مخاطر محتملة على المشاركين، مع معالجة مشكلة البحث أو السؤال المحدد في نفس
الوقت. قد يتم التشكيك في أهدافك البحثية وصلاحيتها؛ إذا كنت غير قادر على إدارة
المعايير الأخلاقية جنبًا إلى جنب مع دراستك البحثية.
مثال على تصميم البحث التجريبي
في إحدى التجارب المُصممة،
يجمع الباحث عينات من الحياة النباتية، وبينما يتحكم في جميع العوامل الأخرى
(العناصر الغذائية والماء والتربة وما إلى ذلك)، يخصص عشوائيًا نصف العينات لعملية
التمثيل الضوئي في ضوء الشمس، ويحتفظ بالنصف الآخر في صندوق مظلم بدون ضوء الشمس.
يمكن للباحث التأكيد على أن
التغييرات في النباتات كانت بسبب ضوء الشمس، وليس نتيجةً إلى المتغيرات الأخرى، من
خلال مقارنة نتائجه مع الاختبارات البيوكيميائية الأخرى.
غالبًا ما يكون البحث التجريبي هو الشكل النهائي للدراسة، التي أُجريت في عملية البحث، ويُعتقد أنها توفر نتائج واضحة ودقيقة، بالرغم من أنها ليست مخصصة لكل بحث. بدون تأسيس قاعدة بحثية متينة، يصعب إجراؤها فهي تتطلب الكثير من الموارد والوقت والمال. ومع ذلك، نظرًا لنتائجها الحاسمة للغاية في النهج العلمي، فإنها تُستخدم على نطاق واسع في المؤسسات والمعاهد البحثية والصناعات التجارية.