إن من أكثر الأسئلة التي يتكرر طرحها من قبل الباحثين الطموحين
الناشئين أو الطلبة المرشحين للدراسة هي طريقة اختيار برنامج الماجستير أو الدكتوراه المناسب تمامًا لاهتماماتهم. يمكن أن
يكون قرار متابعة الدرجة العلمية مدفوعًا بمجموعة متنوعة من الأسباب، بدءًا من
الرغبة في تقديم مساهمة أصيلة في مجالك إلى تحقيق أهدافك وطموحاتك المهنية أو
الرغبة في إنجاز شيء مهم. مهما كان السبب وراء ذلك، فيجب النظر بعناية في قرار
متابعة الدراسة والحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه. في حين أن الحصول على درجة الدكتوراه
قد يكون أمرًا مبهجًا، إلا أنه يمكن أن يكون أيضًا تجربة مرهقة، حيث يمكن أن
يستغرق إنجازها في أي مكان ما يزيد عن ثلاث سنوات.
نتيجةً لذلك، يعد العثور على برنامج الماجستير أو الدكتوراه الصحيح، الذي
يتناسب مع اهتماماتك الأكاديمية وتطلعاتك المهنية ومتطلباتك الشخصية أمرًا بالغ
الأهمية، وأحد أكثر اللحظات تحديدًا وإثارة في رحلتك البحثية. في هذا المنشور،
سنشرح كيفية اختيار برنامج الماجستير أو الدكتوراه وموضوع البحث، بالإضافة إلى تقديم قائمة
بالعوامل والاعتبارات الحاسمة التي يجب مراعاتها عند اتخاذ هذا القرار المهم.
اعتبارات أساسية يجب مراعاتها
عند اختيار البرنامج:-
1. خذ بعض الوقت للتفكير.
في حين أن اختيار برنامج الدراسات العليا قد يبدو بسيطًا في
البداية، إلا أنه يحتاج إلى المزيد من التفكير والتأني. لا تتخذ قرارًا متسرعًا
بشأن موضوع البحث الخاص بك. بدلًا من ذلك، خذ الوقت الكافي لتقييم خياراتك. إذا
اخترت برنامج ماجستير أو دكتوراه لا يتناسب مع اهتماماتك البحثية أو طموحاتك وأهدافك المهنية،
فقد تواجه صعوبة في البقاء متحمسًا ومنتجًا، مما قد يؤدي إلى الإرهاق والتوتر
وخيبة الأمل. يترك العديد من الباحثين في بداية حياتهم المهنية برامج الماجستير أو الدكتوراه
الخاصة بهم؛ لأنهم اتخذوا قرارات متسرعة حول موضوع دراستهم أو بشأن اختيارهم للبرنامج
الدراسي نفسه.
2. البقاء ضمن تخصصك البحثي.
لقد صُممت برامج الدراسات العليا لتكون موجهة إلى مجالات موضوعية
محددة ومختلفة، مثل العلوم الإنسانية، والعلوم الاجتماعية، والعلوم الطبيعية،
والهندسة، والرعاية الصحية. لذا فكر في تخصص البحث الذي ترغب في متابعته والبحث عن
الفرص والخيارات بداخله. نظرًا لأن العديد من الموضوعات اليوم متعددة التخصصات،
فإن الاختيار قد يكون أمرًا صعبًا. ومع ذلك، ليست كل برامج البدراسات العليا على قدم
المساواة، وقد يوفر بعضها فرصًا أكثر للبحث والإرشاد والتمويل والتواصل والتطوير
المهني أكثر من غيرها. وبالتالي، فمن الأهمية بمكان معرفة ما الذي تبحث عنه
وكيفية اختيار برنامج الماجستير أو الدكتوراه الذي يتوافق مع اهتماماتك البحثية وأهدافك
المهنية.
3. تحديد اهتماماتك البحثية الخاصة.
بمجرد تحديد تخصصك البحثي، يجب عليك تضييق نطاق اهتماماتك
البحثية لتشمل مجالات معينة ترغب في التحقيق فيها واستكشافها. ستساعدك قراءة
الرسائل العلمية السابقة ومقالات المجلات على تحديد الفجوات المعرفية، والتخطيط
لموضوع بحث الماجستير أو الدكتوراه لملئها. تذكر أن رحلة الدراسات العليا قد تستغرق عدة سنوات، لذا
عليك بذل العناية الواجبة بشأن ببحثك أنواع درجات الماجستير أو الدكتوراه المتاحة في مجالك
تخصصك المحدد أو في موضوع متخصص. سيضمن هذا الحصول على صورة كاملة، بما في ذلك
النظر إلى المزايا والسلبيات، أن يكون لديك أساس متين أثناء البحث عن البرنامج
الدراسي المناسب.
4. طلب المشورة من المشرفين والمراجعين الأقران.
عند تحديد كيفية اختيار برنامج الماجستير أو الدكتوراه، فمن الجيد عادةً
التحدث مع المشرفين والمراجعين الأقران المحتملين، والتماس تعليقاتهم حول موضوعك
وأهدافك البحثية المقترحة. سيتمكن المشرفون ذوو الخبرة في المجال أو الموضوع الذي
اخترته من تزويدك برؤى حيوية حول إمكانات بحثك، ومدى ملاءمته للفجوات المعرفية
الحالية، وكيفية المضي قدمًا في بحثك. قد يكونون قادرين أيضًا على اكتشاف أي
تداخلات بين موضوعات وأفكار البحث المقترحة، والمشاريع البحثية الجارية من قبل
الآخرين في برنامج الدراسات العليا والإشارة إليها. سيعطيك التفاعل مع زملائك فكرة جيدة
عما يمكن توقعه وكيفية الاستعداد لاختيار البرنامج الدراسي؛ مما يمنحك منظورًا
أكثر استنارة ويساعدك في العثور على البرنامج الملائم لمجالك.
5. تعرف على المزيد حول سمعة المؤسسة.
من الأهمية بمكان معرفة سمعة المؤسسة التعليمية أو البحثية،
التي تفكر فيها للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه قبل اختيار البرنامج المخصص لها. يستلزم
ذلك إجراء بحث حول الإنجازات الأكاديمية للمؤسسة، ومستوى خبرة أعضاء هيئة التدريس،
وتوافر الموارد والأدوات لديها، وطبيعة المناخ الثقافي، ومكان تصنيفها في مجال
تخصصك. يعد إجراء هذا البحث التمهيدي أمرًا بالغ الأهمية في تحديد المكان
والبرنامج المناسب لدراسة الماجستير أو الدكتوراه؛ لأن اختيارك سيؤثر على نوع التعليم الذي
تتلقاه، وفرص العمل في المستقبل، وحتى فرص التواصل مع المهتمين في هذا المجال. قم
بزيارة الحرم الجامعي وتحدث مع أعضاء هيئة التدريس والخريجين؛ لمعرفة ما إذا كانت
المؤسسة توفر جميع الأدوات والموارد التي ستحتاجها، بما في ذلك حرية العمل على ما
أنت متحمس له حقًا.
6. تحقق من التمويل المتاح.
إن أحد أهم الاعتبارات الرئيسة التي يجب مراعاتها عند تحديد
كيفية اختيار برنامج الدراسات العليا هو النظر في فرص التمويل المتاحة. قد يكون الحصول
على الدرجة العلمية مكلفًا، في حين يعتمد العديد من الطلبة على المساعدات المالية
أو المنح الدراسية أو الزمالات لتغطية الرسوم الدراسية ونفقات المعيشة وتكاليف
إجراء البحث. لذلك، من الضروري اختيار برنامج ماجستير أو دكتوراه يوفر خيارات تمويل مناسبة،
والذي يمكن أن يحقق لك الدعم المالي الكافي أثناء دراستك في البرنامج. يمكن أن
يكون هذا في كثير من الأحيان هو العامل الحاسم فيما إذا كنت ستكمل الدرجة العلمية أم لا. لذا قم بتأمين جميع ما تحتاج إليه وتأكد من أن لديك الموارد التي تحتاجها
لعبور خط النهاية والحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه.
7. تأكد من أن أهدافك المهنية متوافقة.
أخيرًا، عند البحث عن أفضل برنامج ماجستير أو دكتوراه بالنسبة لك، ضع أهدافك المهنية في الاعتبار. يمكن أن تساعدك رؤية الصورة الكبيرة في الإجابة على السؤال الصعب حول كيفية اختيار البرنامج؛ إن معرفة نوع التدريب والخبرة البحثية وفرص التواصل التي ستحتاجها للنجاح؛ يمكن أن يساعدك في اتخاذ القرار المناسب. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في العمل في الأوساط الأكاديمية، يجب عليك التسجيل في برنامج الدراسات العليا الذي يركز على الخبرة التدريسية ويشجعها، ويتطلب إعداد منشورات بحثية، ويسهل التواصل مع الباحثين الآخرين في مجالك.