بكل
تأكيد، طالما قررت الدخول لقراءة هذه المقالة، فأنت تملك طموحًا واسعًا لاستكمال
تعليمك الجامعي. وبغض النظر عن المرحلة التعليمية التي تستهدفها سواءً "دبلوم،
بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه"، إلا أنه من المرجح أن يواجه البعض صعوبة في
الالتحاق في إحدى برامج هذه الدرجات العلمية المختلفة، نظرًا لعدم تحقيق بعض شروط القبول في برامجها التعليمية، أو عدم القدرة على تحمل الرسوم والنفقات الدراسية.
في هذه المقالة سنقدم لك بعض الإجابات على التساؤلات المنطقية حول الدراسة، كذلك بعض الخطوات التي من شأنها ربما تعزيز فرصك في الحصول على مقعد
دراسي والوظيفة المناسبة، بالإضافة إلى الحلول المقترحة لعدم القبول الجامعي.
لماذا تريد أن تستكمل تعليمك؟
قبل أن أخوض في التفاصيل
اللازمة لذلك، دعني أطرح تساؤلًا عليك: لماذا تريد استكمال تعليمك؟ قد تبدو
الإجابة على هذا التساؤل أمرًا سهلًا للغاية لدى البعض، نظرًا لزيادة فرص الحصول على
الوظيفة، أو استكمال المرحلة التعليمية التي تليها. مهما كانت هذه الأسباب منطقية،
إلا أنها لا تخلو من إعادة النظر وفحصها مرة أخرى؛ للتأكد من أنك تسير في الطريق الصحيح. على سبيل المثال، ماذا لو حصلت على الدرجة العلمية التي تستهدفها؟ ما مبررات حصولك على على هذه الدرجة العلمية؟ ما هي الخطوات التالية بشأن التوظيف؟
يجب أن تعلم أن حصولك على
أي درجة علمية يحتاج غالبًا إلى وجود مبررات تدعمه، سواءً أكانت تلك المبررات ذات
صلة ببعض الأهداف الأكاديمية أو الوظيفية. على سبيل المثال، ما إذا كنت تفكر في الحصول على درجة الماجستير، أو ضرورة الحصول على درجة الدكتوراه. بكل تأكيد قد يمثل حصولك على هذه الدرجة
نقطة انطلاق نحو تحقيق هذه الأهداف والغايات، بما في ذلك اكتساب المعرفة والمهارة وتكوين شخصية علمية لها ارتباط بالتخصص المستهدف لدراسته، والحصول على فرص وظيفية
ذات صلة بمجال التخصص. ومع ذلك، في كثير من الأحيان، لم يحالف الحظ الطلبة في
الحصول على قبول في إحدى الجامعات أو الحصول على الوظيفة ما بعد التخرج، مما
يدفعهم إلى الاتجاه نحو إعادة الدراسة في تخصص آخر، أو البحث السلبي عن الوظيفة.
الحلول المقترحة لعدم القبول في الجامعة
ربما قد أُصبت باليأس
والإحباط عندما تلقيت تلك الرسالة من بعض الجامعات، والتي تشير إلى عدم قبولك في
إحدى البرامج الدراسية، بسبب عدم تحقيقك لشرط أو أكثر من متطلبات القبول في
برامجها الدراسية. على سبيل المثال، انخفاض المعدل التراكمي للمرحلة التعليمية السابقة، بالرغم من وجود حلولًا واسعة لتجاوز هذا المأزق. هل تعتقد أن أحلامك باتت على المحك الآن، وتشعر بأنها تتلاشى
شيئًا فشيئًا! احذر من الوقوع في هذا الفخ، فعدم القبول لا يعني نهاية المشوار
وأحلامك، بل يعني أن هناك أخطاء وقعت فيها، تسببت في حدوث هذا الأمر، وهو ما
يدفعك إلى إصلاحها بشكل عاجل. حسنًا قد لا يروق هذا الرأي لدى البعض، معلقًا سبب
عدم قبوله إلى تلك الشروط الصعبة أو إلى تلك الظروف القاسية التي يعيشها، وهي من
أجبرته على فقدان مثل هذه الفرص التعليمية.
لا أنكر تمامًا أن هذا
الرأي يبدو منطقيًا، ولكن لو نظرنا على مجمل أعداد المقبولين سنجد أننا عدنا إلى
الدائرة نفسها، وستضطر أن تضع نفسك بالمقارنة مع أولئك الذين تم قبولهم في
الجامعة. ومع ذلك، لسنا هنا لنضع اللوم على طرفٍ ما، بل لمساعدتك على إيجاد حل
واقعي لتجاوز تلك المعضلة الحقيقية التي تواجهك. إذن، دعنا نبدأ باستعراض هذه
الحلول المنطقية "هي لا تضمن لك القبول" إنما تعد بمثابة فرص أخرى
إضافية أو إصلاحية لتحقيق هدفك المنشود.
1. اكتشف جوهر المشكلة بالفعل
لا بد أن تعرف أن عدم حصولك
على القبول في الجامعة، لا يعني أنك لست ذكيًا أو مبدعًا في صنعةٍ ما بما يكفي، أو
يشير إلى نهاية أحلامك المنتظرة من قبل أن تبدأ. في الواقع، لو قمنا بتتبع سيِر
أشهر العلماء والناجحين عبر مختلف العصور، طالما نجد أنهم واجهوا الكثير من
التحديات، التي كانت كفيلة بإنهاء تلك الأمنيات التي ركضوا خلفها العديد من
السنوات. ولكن، نجد أنهم قاموا بإصلاح تلك الأخطاء التي وقعوا فيها، وعملوا على تطوير
مهاراتهم ومعرفتهم للوصول إلى غاياتهم المقصودة.
لذلك، ندعوك في بادئ الأمر
إلى استجواب نفسك بشكل صريح للعثور على جوهر المشكلة والعقبات، التي من شأنها أن
تقف أمام طريقك نحو التعليم الجامعي. نقصد من هذا على سبيل المثال، تحديد جميع
العوامل التي كان من الممكن أن تؤثر على استكمال تعليمك، ما هي جوانب القوة ونقاط
الضعف لديك؟ لماذا لم تحقق الشروط المطلوبة للقبول؟ هل أحد هذه الأسباب انخفاض
المعدل التراكمي؟ ما الأهداف والقرارات التي ستتخذها للعام الجديد؟ يصبح اختيار الحل أسهل بكثير بمجرد تحديد المشكلة التي تعترض
طريقك. بناءً على ذلك، قد تكون الرؤى أدناه مفيدةً في الحصول على مقعد دراسي.
2. ابحث عن جامعة أو كلية أخرى
ليس بالضرورة أن تحصل على
الدرجة العلمية، التي تستهدفها من نفس الجامعة أو الكلية التعليمية في مدينتك. هناك
خيارات كثيرة متاحة خارج المنطقة، ربما ستجد في إحداها غايتك المقصودة، حتى لو
اضطررت إلى اختيار جامعة أو كلية أقل مما تطمح إليه. ربما ستجيب على هذا الأمر بقولك:
حسنًا أنا لا أستطيع الابتعاد عن المدينة التي أسكن فيها لظروفٍ معينة أجبرتني على
ذلك، فماذا أفعل حينئذٍ؟
سأجاوبك على هذا التساؤل من
زاوية الخبرة والتجارب الكثيرة التي عشتها: لا تتعلق المسألة بالبقاء أو الابتعاد
عن المدينة، انظر إلى حلمك من جانب آخر، هل أستطيع التحمل لمدة عام أو عامين أو
أكثر لبلوغ هدفي؟ هذا ما أعنيه، إن تحقيق الأهداف لا يأتي ضمن طريق فسيح مليء
بالورود الناعمة، من الطبيعي أن تواجه التحديات، لكن هل لديك الرغبة الحقيقية
لتجاوزها، هذا هو الأهم في الموضوع. إذا كنت أحد الطموحين للتقدم على برامج الدراسات العليا؛ فأنصحك بقراءة الدليل الشامل حول الدراسات العليا في المملكة العربية السعودية.
3. تغيير مجال التخصص الدراسي
قد يُتاح لك مجموعة من
التخصصات أثناء إجراءات القبول لدى الجامعات، بناءً على معدلك التراكمي ومؤهلاتك
التعليمية وبقية الاشتراطات المطلوبة للقبول. هذا يعتبر أيضًا أحد الحلول التي
يمكنك من خلالها تجاوز عقبة القبول والانضمام إلى الجامعة. ومع ذلك، قد لا ترغب في
تلك التخصصات المعروضة أمامك، حيث من الممكن أنك تطمح إلى القبول في تخصص معين
تريده. دعني أخبرك شيئًا مهمًا حول هذا السياق: الكثير من الطلبة في بداية مشوارهم
الجامعي، لا يتعرفون على ميولهم الحقيقي من ناحية اختيار التخصص، مما يجعل العديد
من الطلبة ينتقلون من تخصص إلى آخر طوال سنواتهم الدراسية.
توفر العديد من الجامعات
برامج مخصصة ودورات تدريبية مركزة حول كيفية اختيار التخصص الجامعي المناسب لميولك
وأهدافك وتطلعاتك. من الممكن أن تساعدك هذه البرامج والدورات على تحديد ميولك
العلمي واختيار التخصص الملائم لأهدافك ومعرفتك. نقترح عليك متابعة منشورتنا الأخرى حول طرق معرفة الميول الخاص بك، وكيفية اختيار التخصص الجامعي المناسب لك. نؤكد
مرة أخرى، ليس بالضرورة أن ما تعتقده حول التخصص المتاح هو المناسب لك، قم بالتحقق من ميولك المناسب أولًا ثم اتبع بقية الإجراءات حوله لاتخاذ القرار المستنير.
4. اختبارات القدرات والتوصيات للقبول
تستخدم لجان القبول في
الجامعات المعدل التراكمي لتقدير قدراتك التعليمية، ومدى استعدادك الأكاديمي
للالتحاق بالجامعة. في حال انخفاض المعدل التراكمي الخاص بك، فمن الممكن أن يقتنع
أعضاء اللجنة بإجراء الاختبارات الخاصة بتسجيل الخريجين مثل اختبار GRE أو اختبار القدرات، بأنك على استعداد حقًا
للدراسة في البرنامج الدراسي الذي اخترته، على الرغم من قيام بعض الجامعات بتضمين
هذه الاختبارات كعنصر اختياري في عملية التقديم وليس شرطًا للقبول. وبغض النظر عن
ذلك، نقترح عليك الاستعداد الجيد لإجراء هذه الاختبارات والحصول على درجة مرتفعة،
حتى تظهر للجامعات أن لديك الرغبة الحقيقية في الدراسة بالجامعة، بغض النظر عن
الدرجات التي حصلت عليها في مؤهلاتك السابقة. اطلع على مقالاتنا الأخرى لمعرفة أبرز النصائح حول إجراء اختبار القدرات.
علاوةً على ذلك، قد يساعد
توفر المراجع والتوصيات الأكاديمية أو المهنية أو الشخصية على الحصول على القبول
الدراسي إلى حدٍ ما. هناك بعض الجامعات على مستوى دول العالم تنظر إلى هذا الأمر
بحرص شديد، باعتبار أن الشخص ليس بالضرورة متفوقًا أكاديميًا، فقد تكون له
اهتمامات أخرى مهنية شارك فيها ونجح في أدائها. تقوم هذه التوصيات بإبلاغ كيف يراك
الخبراء في الصناعة، وتقدم السياق الذي لا تستطيع الدرجات وحدها القيام به.
5. الحصول على التدريب واكتساب الخبرة
بدون أدنى شك، لا يخفى عليك
أهمية تلقي التدريب لتطوير الجوانب المعرفية والعملية. إذا كنت تستهدف الحصول على
مقعد دراسي في الجامعة، فيجب عليك بذل كل ما في وسعك للحصول على الدورات التدريبية
العامة، أو ذات الصلة بمجال التخصص الذي تستهدفه. من المرجح أن يساعدك الاشتراك في
الدورات التدريبية على تقوية الجوانب المعرفية والعملية للتخصص الذي تستهدفه، وهو
الأمر الذي قد يؤخذ بعين الاعتبار لدى لجان القبول في الجامعة. بالطبع، لن تعوّض
هذه الدورات التدريبية مهما بلغ مستوى تقدمها تمامًا عن المؤهلات العلمية، غير
إنها ستظهر إمكانات الإلمام المعرفي بالتخصص والتطور في المهارات.
بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت
قد خضت تجربة جيدة في مجال مهني مرتبط بتخصص دراستك، فمن الممكن أن يمنحك ميزة عن
الطلبة الحاصلين على معدل تراكمي مماثل لك. في الواقع، تبحث بعض الجامعات عن أولئك
الطلبة ذوي المهارات والشغف العالي، الذين يمكنهم ترجمة المنهج النظري بالتطبيقات
المهنية لمجال العمل. لذلك، تعد الخبرات المهنية وما يتصل بها من الحصول على
الشهادات المهنية الاحترافية، واحدة من أفضل الطرق لإظهار مدى إتقانك للمهارات،
وتبديد تلك المخاوف بشأن استعدادك للنجاح في الدراسة في البرنامج الدراسي الذي
تهتم بقبولك فيه.
6. التمويل التعليمي ومصادر الدخل
من المحتمل أنك تجد قبولًا
مباشرًا للدراسة في إحدى الجامعات، غير أنك قد تتفاجأ بمطالبتها بسداد الرسوم
الدراسية بشكل دوري لكل فصل دراسي. بغض النظر عن حالتك المادية، فمن الطبيعي أن
الطلبة في بداية مشوارهم التعليمي لا يجدون فرصًا وظيفية، في ظل متطلبات هذه
المرحلة من توفير المستلزمات الدراسية وما إلى ذلك، وهو الأمر الذي قد يحول دون
إكمال دراستهم في الجامعة. هل أُصبت بخيبة الأمل من حديثي هذا، وتعتقد أنه لا توجد
أيًا من الحلول لتجاوز هذه المشكلة وتحقيق ما تحلم به؟ حسنًا، لا تقلق وخذ نفسًا عميقًا،
هناك حلول عديدة عليك فقط اختيار الأمثل منها.
في الواقع، تقدم بعض
الجامعات أو الجهات المهتمة بالتعليم منح دراسية، خاصةً للطلبة المتفوقين والذين
لا يجدون دعمًا، إضافة إلى وجود بعض برامج الدعم لذوي الدخل المنخفض التي تتحملها
بعض الجهات الرسمية. كذلك تمنح بعض البنوك قروضًا تمويلية لبرامج التعليم بالاتفاق
مع بعض الجامعات والكليات التعليمية. كما يمكنك تسديد رسوم الدراسة عن طريق
التمويل المؤسسي، في حال كونك تابعًا لإحدى جهات التوظيف الحكومية أو الخاصة أو
الأكاديمية.
في الختام، إذا كنت تعتقد أن هذه الحلول ليست مجدية بما يكفي لسداد الرسوم الدراسية وتغطية نفقات الدراسة، فيمكنك كسب المزيد من المال وادخاره، من خلال ممارسة العمل الحر، والانضمام إلى إحدى منصات العمل الحر والربح عبرها، والمشاركة بشكل مفيد ومستمر في الاستطلاعات عبر الإنترنت، وتطبيق هذه الأفكار والاستراتيجيات لزيادة الدخل، أو إنشاء مدونة إلكترونية والربح من خلالها، أو افتتاح متجر إلكتروني لبيع السلع أو الخدمات، أو المشاركة في برامج التسويق بعمولة.