إن البحث النوعي Qualitative
research - هو أحد الطرق التي يستخدمها
الباحثون بناءً على احتياجات ومتطلبات أبحاثهم. يمكن استخدام عدة طرق لإجراء
البحث، ولكن قبل البدء في هذه العملية، يجب على الباحثين معرفة الأساليب المختلفة
المتاحة لاختيار أفضلها لنوع دراستهم. يستند تحديد نوع طريقة البحث المطلوبة إلى بعض
العوامل الرئيسة الهامة، بما في ذلك سؤال البحث، ونوع الدراسة، والوقت، والتكلفة،
وتوافر البيانات، وتوافر المستجيبين. البحث النوعي والبحث الكمي هما النوعان
الرئيسان المستخدمان في إجراء البحوث. في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب على
الباحثين تحديد الطريقة الأكثر ملاءمة لأبحاثهم. يمكن أن يساعدك تأسيس قاعدة عامة وبسيطة
في اتخاذ القرار الصحيح. للتحقق من صحة نظرية أو اختبار فرضية، يجب استخدام
البحث الكمي، في حين يُستخدم البحث النوعي لفهم حدث أو موضوع أو تحديد أسباب
الأنماط المرصودة.
تعتمد طرق البحث النوعي على مبادئ العلوم الاجتماعية من مختلف
التخصصات، مثل علم النفس وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا. يستخدم الباحثون هذه
الطريقة لمحاولة فهم مشاعر ودوافع المستجيبين، التي دفعتهم إلى اختيار أو إعطاء
إجابة محددة على سؤال. فيما يلي مثالان على البحث النوعي:
1. تبيع الصيدلية علامتين تجاريتين من نفس الدواء (أ : ب). من
ناحية أخرى، تعتبر العلامة التجارية "أ" أكثر شهرة وحققت مبيعات عالية.
في البحث النوعي، من الأفضل أن يزور المحاورون "القائمون بالمقابلات"
عدة متاجر في مناطق مختلفة، ويسألون العملاء عن سبب اختيارهم لأي من العلامات
التجارية. قد يتم تحفيز المستجيبين لاختيار علامة تجارية على أخرى لمجموعة متنوعة
من الأسباب، بما في ذلك ولاء العلامة التجارية، والتكلفة، وردود الفعل من الأصدقاء،
وتوصية الطبيب، وما إلى ذلك. يمكن للشركات بعد ذلك مواجهة التحديات في هذا المجال
المحدد؛ لزيادة مبيعات منتجاتها بمجرد معرفة الأسباب.
2. تعقد شركة ما اجتماعًا لمجموعة مركزة مع عينة عشوائية من
مستهلكي منتجاتها؛ بهدف فهم آرائهم والتعرف على أفكارهم حول منتج جديد على وشك
طرحه.
ما هو البحث النوعي بالضبط؟
يُعرف البحث النوعي بأنه عملية تختص بجمع البيانات غير
الرقمية وتحليلها وتفسيرها. في حين يُعبّر عن نتائج البحث النوعي بالكلمات، وتساعد
في فهم التصورات الشخصية للأفراد لحدث أو حالة ما أو موضوع معين. يُستخدم هذا النوع
من البحث الاستكشافي لتوليد فرضيات أو نظريات من البيانات. عادةً ما تأخذ البيانات
النوعية شكل النصوص ومقاطع الصور والفيديو والتسجيلات الصوتية. هناك عدة أنواع من
البحث النوعي، والتي سيتم مناقشتها لاحقًا.
مناهج البحث النوعي:-
اعتمادًا على نوع الدراسة وسؤال البحث ودور الباحث والبيانات
التي سيتم جمعها وما إلى ذلك، يمكن للباحثين الاختيار من بين مجموعة متنوعة من
أساليب البحث النوعي. يسرد الجدول أدناه مناهج البحث النوعي الأكثر شيوعًا، جنبًا
إلى جنب مع أغراضها وأمثلة عليها، على الرغم من أن بعضها قد يتداخل في بعض الحالات.
نهج البحث النوعي |
الأغراض |
الأمثلة |
سرد الروايات Narratives |
استكشاف التجارب الفردية ورواية قصة
لاكتساب نظرة ثاقبة في حياة الإنسان وسلوكياته. يمكن أن تتوفر الروايات عبر
المجلات والرسائل والمحادثات والسير الذاتية والمقابلات والمصادر الأخرى. |
باحث يجمع المعلومات لإنشاء سيرة
ذاتية، باستخدام الوثائق قديمة والمقابلات وما إلى ذلك.
|
علم الظواهر Phenomenology |
شرح تجارب الحياة أو الظواهر، مع
التركيز على تجارب الناس الشخصية وتفسيراتهم ووجهات نظرهم للعالم. |
ينظر الباحثون إلى تجارب أفراد أسر
الأشخاص الذين خضعوا لعمليات جراحية كبرى. |
النظرية المتجذرة Grounded theory |
التحقق من العمليات والإجراءات
والتفاعلات، والقيام بتطوير نظرية بناءً على هذه البيانات المؤرضة أو التجريبية.
على عكس البحث التجريبي، لا تتطلب هذه الطريقة نظرية فرضية لتبدأ. |
يمكن استخدام هذه الطريقة من قبل شركة
ذات معدل تناقص مرتفع، ولا توجد بيانات سابقة تستخدم مثل هذه الطريقة لفهم سبب
مغادرة الموظفين. |
الأثنوجرافيا الوصفية Ethnography |
تعتمد على وصف الأجناس البشرية، من
خلال مراقبة وملاحظة مجموعة عرقية أو ثقافية أو اجتماعية في بيئتها الطبيعية. |
باحث يدرس الطاقم الطبي في قسم
الرعاية الفورية بأحد المستشفيات؛ لفهم الثقافة وسلوكيات الموظفين بشكل أفضل
خلال أوقات السعة العالية. |
دراسة الحالة Case study |
تحليل ودراسة متعمقة للقضايا المعقدة
في سياقات العالم الحقيقي، وتستخدم بشكل أكثر في الأعمال التجارية والقانون وصنع
السياسات. يمكن تطبيق النتائج المستفادة من دراسة الحالة في مواقف وسياقات أخرى
مماثلة. |
يمكن أن تساعد دراسة الحالة حول كيفية
قيام شركة معينة بإحداث تغيير في استراتيجيات مبيعات وتسويق منتجاتها في مساعدة
الشركات الأخرى على تطبيق أساليب مماثلة. |
طرق البحث النوعي:-
تهدف طرق جمع البيانات المستخدمة في البحث النوعي إلى تقييم
وفهم تصورات المستجيبين ودوافعهم ومشاعرهم حول الموضوع قيد الدراسة. فيما يلي
أمثلة على أنواع البحث النوعي:
* المقابلات المتعمقة أو المقابلات الفردية: هذه واحدة من أكثر طرق البحث النوعي شيوعًا، وتسمح للمحاورين
بفهم رأي وخبرة المستجيب الشخصي بشكل أفضل فيما يتعلق بموضوع أو حدث معين. عادةً
ما تكون هذه المقابلات تأخذ أسلوب المحادثة أو حوارية، مما يسمح للمستجيبين
بالتعبير بحرية عن آرائهم. المقابلات شبه المنظمة مع الأسئلة المفتوحة (حيث يمكن
للمستجيبين الإجابة على سؤال بأكثر من مجرد قول "نعم" أو "لا"
بشكل شائع). يمكن إجراء هذه المقابلات شخصيًا أو عبر الهاتف أو من خلال الإنترنت،
ويمكن أن يختلف مدتها الزمنية حسب الموضوع أو القائم بإجراء المقابلة. في هذه
الطريقة، يعد طرح الأسئلة الصحيحة أمرًا بالغ الأهمية، بحيث يمكن توجيه المقابلة
في الاتجاه المناسب. تسهم المقابلات وجهاً لوجه أيضًا للمحاورين بملاحظة لغة جسد
المستجيبين، والتي يمكن أن تساعد في تحديد ما إذا كانت الردود متسقة.
دراسة المستندات والوثائق / مراجعة الأدبيات / حفظ السجلات: المراجعة من قبل الباحثين للمواد المكتوبة مسبقًا، مثل
المحفوظات، والتقارير السنوية، والمقالات البحثية، والمبادئ التوجيهية، ووثائق
السياسة وما إلى ذلك.
مجموعات التركيز Focus groups: عادة ما تشمل استخدام عينة صغيرة من حوالي 6-10 أشخاص ومشرف؛
لفهم آراء المشاركين حول موضوع معين. تسهل مجموعات التركيز المناقشات البناءة
لمعرفة (سبب وماذا وكيف) حول الموضوع. لا يُشترط أن تكون اجتماعات هذه المجموعة
دائمًا وجهًا لوجه، حيث تم تشجيع الاجتماعات عبر الإنترنت مؤخرًا، ويمكن أيضًا
إجراء الاستطلاعات عبر الإنترنت مع خيار "كتابة" ردود ذاتية. ومع ذلك،
فإن هذه الطريقة تبدو مكلفة وتستخدم في الغالب للمنتجات والأفكار الجديدة.
الملاحظة النوعية: باستخدام حواسهم الخمس - البصر والشم واللمس والتذوق والسمع - يجمع الباحثون
البيانات باستخدام هذه الطريقة، التي تتضمن الملاحظة الذاتية فقط بدلاً من
القياسات. "الحلوى المقدمة في المخبز كانت لذيذة مع كريمة الزبدة
الحلوة"، على سبيل المثال؛ تستند هذه الملاحظة على إدراك التذوق.
جمع البيانات وتحليلها في البحث النوعي:-
تُعرف عملية جمع الملاحظات أو القياسات في البحث باسم جمع
البيانات النوعية.
* عادةً ما تكون البيانات التي يتم جمعها في هذه العملية غير
رقمية وذاتية، ويمكن تسجيلها بعدة طرق. على سبيل المثال، في حالة المقابلات
الفردية، يمكن تسجيل الردود باستخدام الملاحظات المكتوبة بخط اليد، وكذلك تسجيلات
الصوت والفيديو، اعتمادًا على المحاور والإعداد أو المدة.
* بمجرد أن يتم جمع البيانات، يجب تحويلها إلى تفسيرات ذات
مغزى أو مفيدة. يمكن للباحث المتمرس نسخ أو تدوين تسجيلات المقابلة في غضون 8-10
ساعات. يجب تخزين كل هذه الملاحظات والتسجيلات بشكل صحيح للرجوع إليها في أوقات
لاحقة متى شئت.
* يستخدم بعض المحاورين "الملاحظات الميدانية". هذه
ليست إجابات المستجيبين تمامًا، بل هي بعض الملاحظات التي ربما قد أدلى بها القائم
بإجراء المقابلة أثناء طرح الأسئلة، والتي يمكن أن تتضمن إشارات أو معلومات غير
لفظية حول المكان أو البيئة. عادةً ما تكون هذه الملاحظات غير رسمية وتعمل على
التحقق من ردود المستجيبين.
تحليل البيانات النوعية:-
* يستلزم هذا الإجراء تحليل جميع البيانات التي تم الحصول
عليها، من خلال طرق البحث النوعي في شكل نص (ملاحظات) أو تسجيلات صوتية ومرئية أو صور
فوتوغرافية.
* يعد تحليل النص نوعًا شائعًا من تحليل البيانات النوعية،
حيث يفحص الباحثون الحياة الاجتماعية للمشاركين، ويحللون كلماتهم وأفعالهم وما إلى
ذلك في سياقات محددة. يقوم الباحثون الآن بتحليل جميع المعلومات التي يتم مشاركتها
عبر الإنترنت أو على منصات وسائل التواصل الاجتماعي كجزء هام من هذه الطريقة.
تتكون عملية تحليل البيانات النوعية
عادةً من خمس خطوات:
1. إعداد البيانات وتنظيمها.
2. نسخ المقابلة.
3. جمع الملاحظات الميدانية والمواد الأخرى وتوثيقها.
4. مراجعة وفحص البيانات والتحقق منها.
5. البحث عن الأنماط أو الملاحظات الجديرة بالملاحظة في
البيانات.
6. إنشاء نظام ترميز البيانات.
7. عمل أكواد لتصنيف البيانات وربطها.
8. يجب تعيين هذه الرموز للبيانات أو الاستجابات.
9. افحص الرموز جيدًا والتأكد من عدم وجود أخطاء.
10. تعرّف على الموضوعات والآراء والأنماط المتكررة وما إلى
ذلك.
11. اعرض نتائج الخاصة بأبحاثك بشكل دقيق وموضوعي.
12. استخدم أفضل طريقة ممكنة لتقديم ملاحظاتك.
يسرد الجدول 6 أدناه بعضًا من أكثر طرق تحليل البيانات
النوعية شيوعًا، التي تستخدمها الشركات لاتخاذ قرارات مهمة، جنبًا إلى جنب مع
الأمثلة ومتى تستخدم كل منها. يمكن أن تكون هذه الطرق متشابهة ومتداخلة في بعض
الحالات.
الطرق |
متى يجب استخدامها |
الأمثلة |
تحليل المحتوى |
تحديد الأنماط في النص عن طريق تصنيف
المحتوى إلى كلمات ومفاهيم وموضوعات؛ بمعنى تحديد وجود كلمات أو مواضيع معينة في
بعض النصوص. |
يجري الباحثون فحصًا للغة المستخدمة
في مقال صحفي أو مجلة لمعرفة ما إذا كان هناك تحيز. |
تحليل السردي |
يُستخدم لفهم وجهات نظر الناس حول
قضايا محددة، ويركز على قصصهم واللغة التي يستخدمونها لإخبارهم وروايتها. |
يجري الباحث مقابلة متعمقة واحدة أو
أكثر مع فرد على مدى فترة طويلة من الزمن. |
تحليل الخطاب |
تأتي لمعرفة الديناميكيات السياسية
والثقافية وديناميكيات القوة في سياقات محددة؛ أي لفهم كيف يُعبر الناس عن
أنفسهم في سياقات اجتماعية مختلفة. |
يفحص الباحث الخطابات السياسية في
سياقات مختلفة، مثل الجمهور والمنطقة والتاريخ السياسي وما إلى ذلك. |
التحليل
الموضوعي |
تعمل على تفسير المعنى وراء ما يتحدث
به الناس. يتم تحقيق ذلك عن طريق مسح وقراءة مجموعة بيانات للأنماط أو السمات أو
الموضوعات المتكررة. |
يقوم أحد الباحثين بتحليل البيانات
الأولية؛ للتحقيق في مدى تأثير الاختبارات عالية المخاطر على الطلاب وأولياء
الأمور. |
خصائص طرق البحث النوعي:-
* البيانات الأولية غير المنظمة: بدلًا من استخدام البيانات الإحصائية، تستخدم طرق البحث
النوعي بيانات غير منظمة وغير رقمية، يتم تحليلها لتوليد استنتاجات ذاتية حول
مواضيع محددة، والتي يتم تقديمها عادةً بشكل وصفي.
* جمع البيانات الخاصة بالموقع: في طرق البحث النوعي المتعددة، يتم جمع البيانات في مواقع محددة حيث يواجه
المستجيبون أو الباحثون تحديًا أو يحتاجون إلى التحقيق فيها. يتم تنفيذ هذه
العملية في العالم الحقيقي، ولا يُطلب من المشاركين مغادرة موقعهم الجغرافي الأصلي
من أجل المشاركة.
* أهمية الباحثين: يلعب الباحثون دورًا مهمًا وفعالًا؛ لأن التواصل مع المستجيبين جزء مهم من
جمع البيانات وتحليلها في البحث النوعي. علاوة على ذلك، أثناء تفاعلهم مع
المشاركين، يجب على الباحثين الاعتماد على مهارات الملاحظة والاستماع الخاصة بهم،
وكذلك استخدام تلك البيانات وتفسيرها بشكل مناسب.
طرق متعددة: بدلًا من
الاعتماد على مصدر واحد، يقوم الباحثون بجمع البيانات باستخدام الطرق المختلفة
المذكورة أعلاه. على الرغم من وجود بعض التداخل والتكامل النسبي بين طرق البحث
النوعي، فإن كل طريقة لها أهميتها واستخداماتها الخاصة.
حل المشكلات المعقدة: تساعد هذه الطرق في تقسيم المشكلات المعقدة إلى استنتاجات أكثر فائدة وقابلة
للتفسير، والتي يمكن للجميع فهمها بسهولة تامة.
ردود غير متحيزة: يعتمد البحث النوعي على التواصل المفتوح، الذي يتمتع فيه المشاركون بحرية
التعبير عن آرائهم. يثق المشاركون في مثل هذه الحالات في الشخص المحاور، مما يؤدي
إلى ردود غير متحيزة وصادقة.
المرونة: إن طرق البحث
النوعي قابلة للتكيف ويمكن تغييرها في أي وقت أثناء عملية البحث. لا يلزم تحليل
البيانات في نهاية الدراسة؛ إذ يمكن إجراؤه بالتزامن مع مرحلة جمع البيانات. نتيجة
لذلك، يتمتع الباحثون بحرية تغيير الطريقة التي تتناسب مع هدفهم؛ بناءً على
التحليل الأولي والأفكار الجديدة.
متى تستخدم البحث النوعي؟
ستساعدك النقاط التالية على تحديد وقت استخدام البحث النوعي.
* عندما يكون الهدف من الدراسة البحثية هو فهم سلوكيات وأنماط
المستجيبين، فإن البحث النوعي هو الطريقة الأنسب للاستخدام؛ لأنه يوفر رؤية واضحة
لأسباب وقوع حدث ما.
فيما يلي بعض حالات استخدام طرق البحث النوعي:
* توليد فكرة حول الخدمات أو تطوير منتج جديد.
* العمل على تعزيز استراتيجية تسويق المنتجات.
* إجراء تحليل SWOT
لمحفظة المنتجات أو الخدمات للمساعدة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية الهامة.
* فهم السلوك الشرائي الخاص لمستهلكي المنتجات باختلاف
أنواعها.
* النظر إلى ردود فعل السوق المستهدفة على الحملات الإعلانية
* إجراء تحليل للمنافسين وفهم التركيبة السكانية للسوق.
* فهم فعالية طريقة العلاج الجديدة في شريحة معينة من المجتمع.
دراسة حالة طريقة بحث نوعي لفهم متى يجب
استخدامه:-
السياق: خضعت مدرسة
ثانوية في الولايات المتحدة لعملية تحول أو الوصاية، مما أدى إلى انخفاض معدل
الاحتفاظ بالمدرسين عن المتوسط. لقد أجرى الباحثون بحثًا نوعيًا لفهم أفضل لتجارب
المعلمين وتصوراتهم حول كيفية تأثير هذا التحول على معنوياتهم، والطريقة التي
بدورها قد تؤثر على استبقائهم في المدرسة.
المنهجية: تم استخدام
العينة الهادفة لاختيار ثمانية معلمين كانوا قد تم توظيفهم في المدرسة قبل عملية التحول،
وتم الاحتفاظ بهم لاحقًا. تمت مقابلة هؤلاء المعلمين على انفراد في مقابلات شبه
منظمة. لقد ركزت الأسئلة على الروح المعنوية للمعلمين ووجهات نظرهم في عملية التحول
هذه.
النتائج: لقد أظهرت
الدراسة وجود ستة عوامل ربما قد ساهمت في التأثير على وجهات نظر المعلمين تشمل:
تحديد العجز، والزيارات المفرطة، وفقدان الثقة ، والممارسات التعليمية غير
الفعالة، والتوتر والإرهاق، وفرص التطوير المهني غير الفعالة. تم تقديم أربع
توصيات بناءً على هذه العوامل؛ لزيادة الاحتفاظ بالمعلمين من خلال رفع معنوياتهم.
البحث النوعي له مزايا عديدة:-
* يعكس في حالات كثيرة ما يحدث في العالم الحقيقي، مما يسمح بتقليل
غموض البيانات، بالإضافة إلى المرونة في تغيير الطريقة استجابة للتطورات الجديدة.
* بدلاً من الاعتماد فقط على البيانات الكمية، فإنه يساعد في
فهم مشاعر أو معتقدات المستجيبين.
* يستخدم أسلوب عرض وصفي وسردي، قد يسهل على الأشخاص من جميع
الخلفيات فهمه.
* قد يكون من الصعب تحديد بعض الموضوعات ذات المحتوى الحساس
أو المثير للجدل، لذا فإن البحث النوعي يساعد في تحليل هذا المحتوى.
* يساعد توافر مصادر البيانات وأساليب البحث المتعددة في
توفير صورة شاملة.
* المشاركون أكثر انخراطًا في البحث، مما يمنحهم الثقة في
تقدير رأيهم، مما قد يؤدي إلى ردود غير متحيزة.
عيوب ومساوئ البحث النوعي:-
* نظرًا لقيود الوقت والتكلفة في البحث النوعي، لا يمكن تضمين
مجموعات البيانات واسعة النطاق.
* بسبب الطبيعة الذاتية للبيانات، فقد يكون من الصعب ضمان
الصحة والموثوقية، مما يساهم في صعوبة استخلاص استنتاجات محددة.
* من الممكن أن يكون تكرار نفس السياقات أو المواقف في البحث
من قبل الباحثين الآخرين أمرًا صعبًا.
* إن تعميم النتائج في البحث النوعي على سياق أكبر أو على
مجموعات أو أماكن أخرى هو أمر غير ممكن.
* في الغالب قد يستغرق جمع البيانات وتحليلها في البحث النوعي
وقتًا طويلًا.
* قد يؤدي تفسير الباحث إلى تغيير النتائج، مما يؤدي إلى تحيز
غير مقصود.
الاختلافات بين البحث النوعي والبحث الكمي:-
أوجه
الاختلافات بين البحثين |
البحث النوعي Qualitative research |
البحث الكمي Quantitative research |
الغرض
والتصميم |
استكشاف
الأفكار وصياغة الفرضيات وتطويرها؛ هي عملية أكثر ذاتية. |
اختبار
النظريات والفرضيات، واكتشاف العلاقات السببية؛ أكثر تنظيمًا وقابلة للقياس. |
طريقة
جمع البيانات |
المقابلات /
الاستطلاعات شبه المنظمة مع أسئلة مفتوحة، مراجعة الوثائق / الدراسات الأدبية،
مجموعات التركيز، أبحاث دراسة الحالة، الإثنوغرافيا. |
التجارب
والملاحظات المراقبة والاستبيانات والدراسات الاستقصائية بمقياس تصنيف أو أسئلة
مغلقة. يمكن استخدام الأساليب التجريبية أو شبه التجريبية أو الوصفية أو
الارتباطية. |
تحليل
البيانات |
تحليل المحتوى
(تحديد الكلمات / مفاهيم محددة في النصوص)، نظرية الأساس (إنشاء فرضيات من خلال
جمع البيانات وتحليلها)، والتحليل الموضوعي (اختيار موضوعات / أنماط مهمة في
البيانات واستخدامها لمعالجة قضية أو مشكلة ما). |
إجراء التحليل
الإحصائي باستخدام برامج شهيرة مختلفة على سبيل المثال، برنامج Excel
و SPSS
و R. |
حجم
العينة |
صغير |
كبير |
مثال |
شركة تنظم
مجموعات تركيز أو مقابلات فردية للتعرف على آراء العملاء (الشخصية) حول منتج
معين؛ من أجل تعديل إستراتيجيتها التسويقية. |
ترسل الشركات
استطلاعات رضا العملاء. يُطلب من العملاء تقييم تجربتهم الإجمالية على مقياس
يتكون تصنيفه من درجات تبدأ من 1 إلى 5. |
الأسئلة المتداولة حول البحث النوعي:-
سؤال: كيف أعرف ما إذا كان البحث النوعي
مناسبًا لبحثي؟
جواب: فيما يلي قائمة تحقق سريعة يمكنك
استخدامها:
* لا يُعرف سوى القليل عن الموضوع قيد الدراسة.
* وجود حاجة لفهم أو تبسيط مشكلة أو موقف معقد.
* خبرات / معتقدات / مشاعر المشاركين مطلوبة للتحليل.
* لا توجد فرضية قائمة لتبدأ بها؛ بدلًا من ذلك، يجب تطوير
نظرية بعد التحليل.
* يجب أن تكتسب فهمًا شاملًا ومتعمقًا لحدث أو موضوع، قد لا
يتطلب أن يكون مدعومًا ببيانات رقمية.
سؤال: كيف يمكنني التأكد من موثوقية
نتائج بحثي النوعي وصحتها؟
جواب: لضمان صحة نتائج البحث النوعي، حدد
هدفك بوضوح، واشرح سبب تفسيرك للبيانات بالطريقة التي قمت بها. هناك طريقة أخرى
تتمثل في ربط بياناتك بطرق مختلفة أو من وجهات نظر مختلفة؛ لمعرفة ما إذا كنت قد
توصلت إلى نتيجة مماثلة وغير متحيزة.
لضمان الموثوقية، قم دائمًا بإنشاء مسار تدقيق لبحثك النوعي،
من خلال وصف خطواتك وأسبابك لكل تفسير، حتى يتمكن باحث آخر من تتبع خطواتك لتأكيد
نتائجك أو نتائجهم إذا لزم الأمر. بالإضافة إلى ذلك، ابحث دائمًا عن الأنماط أو
الاتساق في البيانات التي تم جمعها باستخدام طرق مختلفة.
سؤال: هل هناك أي تقنيات أو استراتيجيات
لأخذ العينات للبحث النوعي؟
جواب: نعم، تتضمن بعض استراتيجيات أخذ العينات الشائعة
المستخدمة في البحث النوعي ما يلي:
1. استخدام العينات السهلة والملائمة: يتم اختيار المشاركين الذين يسهل على الباحثين الوصول إليها؛
بسبب القرب الجغرافي والتوافر في وقت محدد وما إلى ذلك.
2. أخذ العينات المقصودة والهادفة: يتم تقسيم المشاركين إلى مجموعات؛ بناءً على معايير محددة
مسبقًا تتعلق بسؤال بحث معين. يتم تحديد أحجام العينات بشكل متكرر باستخدام التشبع
النظري (عندما لا توفر البيانات الجديدة رؤى إضافية).
3. أخذ عينات كرة الثلج: يستخدم المشاركون الذين تم اختيارهم بالفعل شبكاتهم الاجتماعية، لإحالة
الباحث إلى مشاركين محتملين آخرين.
4. عينة الحصص: يقرر الباحثون عدد الأشخاص الذين يجب أن تشملهم الخصائص كمشاركين أثناء
تصميم الدراسة. تساعد الخصائص في اختيار الأشخاص، الذين من المرجح أن يقدموا نظرة
ثاقبة للموضوع.
سؤال: ما المعايير الأخلاقية التي يجب
اتباعها عند إجراء البحث النوعي؟
جواب: في البحث النوعي يجب مراعاة المعايير الأخلاقية
التالية:
* عدم الكشف عن هويته: لا ينبغي أبدًا تحديد المشاركين في الدراسة، ويجب على الباحثين التأكد من
عدم ذكر أي معلومات تعريف، حتى لو تم ذكرها بشكل غير مباشر.
* سرية الأشخاص: يجب التأكد من حماية سرية المشاركين، من خلال تخزين جميع المستندات والنصوص
والملاحظات ذات الصلة بشكل آمن.
الموافقة المستنيرة: قبل الانخراط في التعامل مع المشاركين، يجب على الباحثين توضيح الغرض من
الدراسة، وكيفية استخدام ردود المشاركين.
سؤال: كيف أتعامل مع التحيز في البحث
النوعي؟
جواب: لضمان الموضوعية واتباع نهج غير متحيز في بحثك النوعي،
ضع في اعتبارك النقاط التالية:
* لتحديد الاتساق في البحث، تحقق من تفسيراتك للنتائج
بتفسيرات الآخرين ومقارنتها.
* إذا كان ذلك ممكنًا، يمكنك أن تسأل المشاركين إذا كانت
تفسيراتك تعكس معتقداتهم بدقة إلى حد كبير.
* تثليث البيانات هو أسلوب يستخدم مصادر بيانات متعددة؛ لتحديد
ما إذا كانت جميع الطرق تدعم تفسيراتك باستمرار.
* ضع في اعتبارك التفسيرات البديلة المحتملة الأخرى لنتائجك
أو تفسيراتك واستبعدها قدر الإمكان.
* قم بإجراء مراجعة النظراء لنتائجك؛ لتتعرّف بوضوح على أي
ثغرات ربما لا تكون مرئية لك أو فاتتك.
* لضمان تجنب تحيز الباحث أو المشارك في البحث، ضع إطارًا
لأسئلة مناسبة للسياق المحدد.
في الختام، نأمل أن يكون هذا المقال قد أجاب على سؤال
"ما هو البحث النوعي؟"، ووفر لك فهمًا شاملاً وعميقًا للجوانب المختلفة
للبحث النوعي، تشمل التعريف والأنواع والمناهج، ومتى تستخدم هذه الطرق الخاصة به،
والمزايا والعيوب، بحيث في المرة القادمة التي تجري فيها دراسة، ستكون ملمًا في أي
نوع تصميم البحث المراد استخدامه في ورقتك البحثية. أخبرنا الآن عن وجهة نظرك حول
البحث النوعي، وكيف تصف تجربتك في استخدامه، وما أبرز التحديات التي تعتقد أنها
تواجه الباحث حينما يفكر في تطبيق مثل هذا النوع من البحث؟